د. صالح بكر الطيار
وأنا في بلاد الغربة في شهر الصيام يكون قلبي ووجداني حاضرا بين أهلي وشعبي ووطني، وقد شدتني عشرات الصور والمقاطع التي أرسلت إلي وظهر فيها أبطال الحد الجنوبي جنودنا البواسل وهم يمارسون الذود والدفاع صائمين تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط الغبار الكثيف وأخرى وهم يتناولون قليلاً من التمرات والماء وفطور اعتاد عليه حماة الحدود وبعض يفطر وآخرون يحمونهم بالسلاح والعتاد. تذكرت تلك اللحمة الكبيرة وتلك النعمة الأكبر على وطني حيث يقف هؤلاء البواسل دروعا في وجه البغاة ومثلهم يوجد الآلاف من الجنود الساهرين على ثغرات الوطن يمارسون دورهم في حماية الوطن والمواطن والمقيم موجهين للعالم بأسره رسالة كبرى أن أمن الوطن خط أحمر، وأن الكل فيه مدافعون متشاركون في هذا الشرف العظيم للذود عنه. ويصطف في الحرمين المكي والمدني الضباط والجنود في مهمة أخرى وهي حماية المقدسات وتوفير الأمن والأمان للزائر والمقيم في عمل دؤوب لا يعترف بعقارب الزمن مقدمين خدماتهم أمنيا في كل مجالات الأمن العام وفي تنظيم سير ملايين المركبات وهنالك مراكز الشرط ونقاط التفتيش التي تعمل على مدار الساعة وأثناء الإفطار والسحور فهم العيون الساهرة على أمن الوطن وأمان الإنسان.
وما إن تطأ قدماي أرض أي مطار في بلادي حتى أرى ذلك الأمن واضحاً جلياً في كل مكان فالجهات الأمنية تتواجد لتوفير المهام المناطة بها في كل مكان ويسير الإنسان آمناً مطمئناً وهي نعمة والله عظيمة تشرف عليها قيادتنا الحكيمة بحرص ومتابعة من لدن خادم الحرمين الشريفين ونائبيه في عمل انعكست إيجابياته ثمارا نجنيها في كل مدينة وقرية وهجرة في مفهوم أمن شامل تشربه الوطن في كل اتجاهاته الأربعة.
ونحن في شهر الصيام نرى هذه المشاهد التي تصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونلمس ذلك الأمن في أسرنا ومجتمعنا وفي كل حي هنالك أسرة يشارك من أفرادها موكل بمهمة الدفاع عن أرض هذا الوطن علينا أن نستشعر ما يقوم به هؤلاء الأبطال الذين يسهرون ونحن نائمون ويتعرضون للأخطار يوميا تحت أشعة الشمس ونحن في بيوتنا آمنون مطمئنون وأن ندعو لهم في كل فرض بأن يسدد رميهم وأن ينصرهم على عدونا وعدوهم وأن يجزيهم عنا خير الجزاء في الدنيا والأخرى، وعلينا أن نلمس هذه النعم في قلوبنا وعقولنا لنعرف أننا في أمن عظيم وأمان أعظم بفضل الله ثم بفضل ما امتازت به قيادتنا الرشيدة من علو وسمو في فرض الأمن وتوظيف الأمان بجهود جبارة وخطط متواصلة وحرص أبوي وأخوي لا ينقطع، وكلنا وبصوت واحد على قلب رجل واحد دروع حصينة واحدة متحدة ضد الأعداء والبغاة.