دبي - لندن - وكالات:
ذكرت مصادر خليجية أن أمير قطر يحاول لملمة عائلته، بعد أن أثارت السياسات التي ينتهجها شرخًا متناميًا ضمن أبناء العائلة. وقالت المصادر إن الأمير تميم بات يبحث حاليًا عن مخرج من كابوس فقدانه دعم رموز العائلة الحاكمة؛ إذ تردد أن هناك جهودًا لجمع أفراد العائلة للبحث في صيغة توافقية،
وحول مآلات الجهود العائلية داخل الأسرة الحاكمة في قطر ترى مصادر خليجية أن المصلحة العليا لدول الخليج لا تتعلق بالأشخاص، إنما بالسياسات والمصالح الخليجية. وأضافت بأن تسليم دفة السياسة الخارجية للدوحة إلى مجموعة لا يهمها أمن الخليج لا يخدم الدوحة، ويعرض أمن ومصالح دول مجلس التعاون والدول العربية لخطر محدق، كما يدخل المنطقة في أتون الفوضى. وقالت المصادر إن أي سيناريو يحقق الرؤية الخليجية الجماعية سيكون مخرجًا من الأزمة؛ فالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لا تتطلعان مطلقًا إلى توجيه السياسة القطرية، بل أن تلتزم قطر بالبوصلة الخليجية المتعارف عليها بين دولها، وهي سياسات مشتركة وأمن جماعي. وهذا لا يتم إذا استمرت الدوحة بالمضي في دعم جماعات وتنظيمات صُنفت عالميًّا بأنها «إرهابية». وأضافت المصادر بأن القيادة القطرية استمرت على سياستها ودعمها وتمويلها لما يهدد ويمس أمن دول الجوار والمنطقة من خلال إعلان تقاربها مع إيران فور الانتهاء من القمم التاريخية للرياض، بما يشكل انقلابًا على مخرجاتها ونجاحاتها. وحول الخيارات التي يمكنها وضع حد للشرخ الحالي قالت مصادر خليجية إنه بعد لقاء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الأربعاء الماضي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الكويت ترددت أحاديث عن «وساطة كويتية» لإعادة قطر إلى البيت الخليجي، بعد الشرخ الذي أحدثته دولة قطر في العلاقات الخليجية. إلا أن المؤشرات التي ظهرت حتى الآن تشير إلى استمرار التعنت القطري برفض القيام بخطوات عملية تزيل أسباب الخلاف. وذكرت أوساط خليجية أن الدوحة استغلت الحديث الإعلامي عن «الوساطة الكويتية» من أجل إظهار نفسها بمظهر الساعي وراء الحل، وراجت في وسائل الإعلام الغربية على وجه الخصوص خبر المساعي القطرية للتهدئة، وهي مزاعم ثبت بطلانها بالوقائع. وأضافت المصادر بأن الدوحة تتحرك بشكل منسق على صورتين: الأولى أنها الدولة التي لديها خياراتها المهددة للأمن الخليجي، وتجلى ذلك بإيعاز الأمير تميم بن حمد لحكومة بلاده بتعزيز العلاقات مع إيران، وهو ما أكده مجددًا من خلال المكالمة الهاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي، في خطوة هدفها استفزاز الخليج، والاستقواء بالعدو على الشقيق.
أما الصورة الثانية للتحرك القطري فتتناقض مع الأولى، وتتكامل معها عمليًّا، وهي الظهور كدولة «مظلومة»، تتعرض لحملة إعلامية بدون سبب. وهذه الصورة ظهرت في مضمون الخطاب الذي وجهته أمس الأول إلى ممثلياتها الدبلوماسية في الخارج، وقامت بتسريبها إلى الإعلام بغرض وضع نفسها في موقع «الدفاع عن سيادتها»، لكن في الواقع فإن جزءًا من الخلاف الحالي الذي خلقه «الشقيق» مع «الأشقاء» أن الدوحة تنازلت عن جزء كبير من سيادتها كدولة في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لصالح أجندة تستهدف الأمن الخليجي.