أحمد المغلوث
الخميس قبل الماضي فقد الوطن أديباً وإعلامياً كبيراً أنه حبيبنا وأستاذنا (عبد الله أحمد الشباط) والذي تعلمنا منه حب القراءة والاطلاع ومن ثم الصحافة. وعرفته مبكراً منذ كنت فتى صغير بحكم الجيرة فبيت والده أحمد رحمه لا يبعد إلا خطوات عن بيت والدي. وكنت أشاهده في المناسبات الاجتماعية أو في الأعياد وخصوصا قبل انتقاله للعمل في الشرقية أو ميناء سعود كرئيس لبلديتها. وأكثر من مرة صادف أن التقيته في مكتبة العبد القادر الصغيرة والتي كانت موجودة في سوق «قيصرية المبرز» وما زلت أذكر عندما جاء لوالدي عبدالله رحمه الله ليدعوه لحضور احتفالية زيارة الأمير فيصل ولي العهد أيامها لبيتهم البسيط. وكنت ممن حضوا بمشاهدة الفيصل أيامها وموكبه يخترق شارع السوق «السياسب» بالمبرز. وبعد ذلك جلوسه مع مرافقيه من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وشيوخ في رواق بيت «الشباط « الطيني وتناول القهوة. شعرت لحظتها بقيمة الصحافة وأهمية الكتابة والأدب والثقافة التي تحظى دائما بتقدير القيادة. وكان أستاذنا الراحل لحظتها يعيش قمة سعادته وأسرته بل وحتى أبناء المبرز جميعا بشكل عام وأبناء حي السياب بشكل خاص. فهم فخورون أن الفيصل زار مدينتهم وتناول القهوة في بيت أحد أبنائهم.. وتمضي الأيام لتتوطد علاقتي بالراحل الكبير من خلال قراءاتي لماكان يكتبه في مجلته «الخليج العربي» وبعدها في صحف محلية أخرى. ولا يمكن أن أنسى ما كتبه عني في صحيفة اليوم معاتبا بلدية الأحساء في عدم تنفيذ مشروع (بوابة الأحساء) التي اقترحتها على البلدية عام 1403هـ ووافق عليها صاحب السمو أمير الأحساء الراحل محمد بن فهد بن جلوي ومعالي وزير البلديات الشيخ إبراهيم العنقري. رحمهما الله كذلك كتب عني أكثر من مقالة في صحيفة اليوم يشيد فيها بأعمالي التشكيلية وتقديره الكبير للوحاتي عن بيئتى ووطني.. وبعدما كرم من قبل الوطن في مهرجان الجنادرية. ولم يتمكن من الحضور لمرضه.. اتصلت به مهنئا ومباركا.. وعندما كرمته الزميله «اليوم» مع أستاذنا سعد البواردي متعه الله بالصحة. شاركت في الحفل بتقديم لوحتين له وللبواردي.. وبعد أيام فوجئت باتصاله بي. شاكرا ومقدرا وطالبا مني الحضور لزيارته في الخبر يريد معانقتي فلا تفيد كلماته عبر الهاتف ووعدته خيرا.. لكن لم تتاح لي فرصة زيارته على الرغم من تكرار شقيقه عبد الرحمن صديق عمري وزميل دراستي أن أزوره. وماذا بعد كان والدي قبل عقود يكن في الخفجي بحكم كونه رجل أعمال و في ليلة رمضانية وحول مائدة «غبقة» تحلقنا حولها وكان بيننا الراحل أبا منذر. وراح يتحفنا بأحاديثه الشيقة والبسيطة والمعبرة.. وشوقه للأحساء وتمنى لحظتها لو يملك بساط الريح ليتناول السحور فيها ويعود. فمازحه والدي يبدو أنك مازلت متأثرا برواية ألف ليلة وليلة. فتضاحكنا جميعا عندما أشار بأن نظره ضعف من كثرة القراءة وحتى الكتابة .. وأخيراً صورة حبيبنا «عبد الله الشباط» سوف تبقى في ضمير الوطن وفي قلب كل إنسان عرفه وقرأ مقالاته أو كتبه ومؤلفاته. نعم وسيبقى رمزا وفارسا للكلمة للأبد . رحمه الله رحمة واسعة.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.؟!
تغريدة: أفضل طريقة لتقوية القلب. هو الانحناء لإبعاد الناس عن همومهم ومتاعبهم وتسعدهم..