إعداد - عبدالله بن عبدالرحمن الضراب:
سبق أن بيّنا فيما مضى من موارد الطريق أن الحاج بعد أن يرد الأسودة وهي الخلايق وهو مخير أن شاء وردها أو مضى لبقية الموارد كما سنبين لاحقاً في اتجاهه نحو عكاش وهو قبل وروده للعفافة التي حددنا أنها الفويلق الشمالي يجتاز نفود السر (جراد قديماً) من خلال خل الهمجة التي تقع جنوباً عن لبخة بما يقارب 3 كيلو مترات وهو حلٌ مناسبٌ للسير على السمت باتجاه الفويلق رغم انه خلٌ يتصف بنوع من الصعوبة إلا أنه يتميز بأنه يقطع نفود السر خلال مسافة قصيرة تقل عن النصف كيلو متر وما أقلها مسافة حتى وإن اضطروا لحمل أمتعتهم من خلالها بأيديهم حتى يتجهوا على السمت ويستفيدوا من قصر المسافة وبعد وصولهم للفويلق (العفافة) يتجهون إلى عكاش فأين هو ذا عكاش الذي نرقبه؟
قال ياقوت الحموي (معجم البلدان ص4/141): عكاش بضم أوله وتشديد ثانيه وآخره شين معجمة العكاشة العنكبوت وبها سمي الرجل والعكاش نبت يلتوي على الشجر وشجر عكش كثير الأغصان متشنجها وعكش الرجل على القوم إذا حمل عليهم قالوا: وعكاش جبل يناوح طمية ومن خرافاتهم أن عكاش زوج طمية وقال أبو زياد:عكاش ماء عليه نخل وقصور لبني نمير من وراء حظيان بالشريف.
قال الراعي النميري:
ظعنت وودعت الخليط اليمانيا
سهيلا وآذناه أن تلاقيا
وكنا بعكاش كجاري كفاءة
كريمين حما بعد قرب تنائيا
وهو حصن وسوق لهم فيه مزارع بر وشعير.
ويقول صاحب كتاب بلاد العرب ص 369: فإذا جزت الهلباء وقعت في وادي حرج - بين صدي جبل - لنمير يقال له..... والحرج الخشن ثم تجوز ذلك فترد عكاشا ماء لبني نمير عليه نخل فإذا جزت عكاشا وردت العيصان...
والسير على السمت باتجاه القبلة مع انطباق الأوصاف يقع على بلدة مغيرا فهي تحتوي على حصن يقع على بعد نصف كيلو مترشرقاً عن البلدة الحالية على ضفة الوادي الجنوبية (وادي مغيرا) وهي تقع في واد حرج ضيق وحجارة جبالها سوداء بلون العنكبوت الأسود خلافاً لبقية المنطقة وفيها أشجار ملتفة أما اختيار الأستاذ عبدالله الشايع للحفيرة على أنها عكاش فلا يساعده انحراف الحفيرة عن السمت (سمت الطريق إلى العيصان) ولعل الحفيرة هي حظيان التي حددت أنها قرب عكاش بالشريف إذا فعكاش مغيرا ومنه يواصلون طريقهم إلى معدن العيصان في سبيلهم إلى حج بيت الله الحرام.