ارتبط سكان الأرض ومنهم العرب منذ الأزل بمواقع النجوم لمعرفة فصول العام، وكذلك لتنقلاتهم ولمواسم فصل الزراعة وغير ذلك من الأسباب قال تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (16) سورة النحل، وتعارفت الأجيال المتلاحقة على أسماء النجوم التي اقترنت بمواسم فصول السنة مثل (الوسم) ونجومه نجم العواء ونجم السماك ونجم الغفر ونجم الزبانا. وكذلك فصل (الشتاء) ونجومه نجم الأكليل ونجم القلب ونجم الشولة ونجم الشبط ونجم النعائم ونجم البلدة ونجم العقارب. وهكذا لكل فصل من فصول السنة نجومه المعروفة. وأشهر الشعراء الشعبيين على الإطلاق في هذا الشأن الشاعر راشد الخلاوي- رحمه الله- الذي قال عنه الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- (وإذا خفيت بعض جوانب شخصية الخلاوي، في بعض الأوساط.. فلن تخفي شخصيته الفلكية، وتبريزه في معرفة حساب الزمن، ومواقع النجوم، ومطالعها ومغاربها، وصلة ذلك بالثمار، والنباتات، ومواسم البرد والحر، والأمطار وما إلى ذلك..).
لهذا بقي شعر الخلاوي على مدى ما يقرب من ثلاثة قرون مرجعاً للرواة والمتخصصين في الشأن الفلكي وهو يحصر أنجم القيظ في هذه القصيدة.
قال الخلاوي والخلاوي راشد
عمر الفتى عقب الشباب يشيب
حسبت أنا الأيام بالعد كلَّها
ولا كل من عدّ الحساب يصيب
حساب الفلك بنجم الثريا مركَّب
يحرص له الفلاح والطبيب
فالَى صرت بحساب الثريَّا جاهل
ترى لها بين النجوم رقيب
إلى غابت الثريا تبين رقيبها
والَى طلعت ترى الرقيب يغيب
والى قارن القمر الثريا بحادي
بعد أحد عشر عقب القران تغيب
وسبْعٍ وسبعٍ عُدّ له بعد غيبته
هذيك هي الكنَّه تكون مصيب
ومن بعدها تطلع وبها القيظ يبتدي
وتاتي بروق ولا يسيل شعيب
والى مضى خمسٍ وعشرين ليلة
ثقل القنا من فوق كل عسيب
وتطلع لك الجوزاء وهي حنّة الجمل
وتاتي هبايب والسموم لهيب
والى مضى خمس وعشرين ليلة
يطلع لك المرزم كقلب الذيب
والى مضى خمسٍ وعشرين ليلة
يطلع سهيل مكذّب الحسِّيب
وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليلة
تلقى الجوازي طردهن تعيب
تلقى الجوازي ما تناحر مْقِيلَهْ
لَيْلَهْ نهار وتجتلد وتليب
وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليلة
لا تامن الماء صيّبِهْ يصيْبْ
- محمد بن علي الطريف