صيغة الشمري
في ظل المؤشرات الخطيرة لتناقص المياه في العالم وفي السعودية بالذات، يجب التفكير في عزل المياه عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، فنحن ثالث دولة في الكرة الأرضية استهلاكاً للمياه وضمن الثلاث والثلاثين دولة المهددة بخطر العطش، لندرة المسطحات المائية خلال سنوات قليلة قادمة، وتحلية مياة البحار لا تحل المشكلة، كل هذه تهون أمام ما تنوي فعله وزارة البيئة والمياه والزراعة من استزراع أربعة ملايين شجرة لتزيين طرق السفر البرية، في خطة تهدف إلى زراعة عشرة ملايين شجرة، بحسب تصريح مدير إدارة التنمية المستدامة بوزارة البيئة، فإن كان مدير التنمية المستدامة ينوي ري هذه العشرة ملايين شجرة بمياه الصرف الصحي فيجب أن تتدخل جهات عليا وتخضع هذا التوجه إلى الدراسة، فمياه الصرف الصحي تعتبر كنزاً ثميناً للدول المهددة بالعطش مثل بلادنا، ولا يجب هدره، بل يجب معالجته مثلما فعلت دول كثيرة لتلافي كارثة العطش القادمة خلال العشرين عاماً من الآن- لا سمح الله - وذلك بحسب تقرير صادر من المعهد العالمي للموارد المائية نشرته (التيليجراف) البريطانية، إلا إذا كانت الوزارة سيجلب أشجاراً لا تحتاج إلى المياة، فالأولى بها المدن والقرى التي تعاني من زحف الرمال وليس طرق السفر. إن منع زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية في بلادنا والاعتماد على استيرادها كان الهدف منه هو الحفاظ على المياه، فما بالك بأشجار تلقى على قارعة طرق برية تمتد آلاف الكيلو مترات. يجب البحث عن حلول لمشكلات زحف الرمال على الطرق البرية بعيداً عن التشجير بل بالتعامل مع هذه الرمال مثل التعامل مع مجاري السيول والأودية ودراسة اتجاهها الثابت عادة وتكليف علماء وباحثين سيمنحون حلولاً تستحق أن تنشر بالصحف، لذلك أقترح سرعة فصل المياه وجعلها وزارة مستقلة لأهمية المياه القصوى وللتهديد المرعب الذي بات وشيكاً.