«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
بنهاية مباراة فريق الهلال أمام فريق خوزستان الإيراني في دور الـ16 في دوري أبطال آسيا، يكون موسم فريق الهلال قد انتهى بنهاية تلك المباراة والتي أعلن فيها تأهله لدور الـ8 بعد فوزه في مباراتي الذهاب والإياب.
الهلال وبعد انتهاء موسمه، نستطيع أن نقول إن هذا الموسم كان بالنسبة للهلال وجماهيره موسما استثنائيا، يحق لجماهيره بعد نهايته أن يفرحوا بما تحقق من إنجازات كثيرة سواء على مستوى الفريق الأول لكرة القدم، أو على مستوى الفئات السنية، أو حتى ما يخص بقية الألعاب التي أنجزت وحققت الذهب، ولم يبق في نهاية موسم الهلال إلا إعلان الفرحة من قبل محبيه، على أن يروا هلالهم في الموسم القادم في أجمل حلله، ليحافظ على المكاسب التي حققها في الموسم المنصرم للتو.
»الجزيرة» تقرأ موسم البطل:
»الجزيرة» بنهاية موسم الهلال، تقرأ التفاصيل التي أحاطت بالهلال ليكون موسمه استثنائيا بعد أن حقق على مستوى الفريق الأول لكرة القدم لقب دوري جميل الذي ابتعد عنه لمدة خمسة مواسم، وهذا غياب طويل جداً في عرف الهلاليين، كما ألحق بلقب الدوري كأس الملك، ليجمع ما بين البطولة الأغلى والبطولة الأهم لأول مرة في تاريخه، كما تأهل لدور الـ8 في دوري أبطال آسيا، وهذه منجزات أسعدت الجمهور الهلالي الذي بدا فرحاً وراضياً بما تحقق له هذا الموسم.
أولاً: إدارة مميزة بقيادة وجه السعد:
بالنظر للهلال كناد مكتمل وليس فريق كرة القدم، نجد الهلال عاد بصورة أكثر من جيدة، إذ حقق بطولات متعددة على عدة مستويات، وفي فئات سنية مختلفة، وهذا الأمر لم يكن ليكون لولا براعة إدارة النادي بقيادة الأمير نواف بن سعد، الذي يجد الرضا من قبل محبي نادي الهلال، وأنصفوه بعد أن أنصفه عمله الكبير والمقدر لدى الجماهير الهلالية، فالأمير نواف بن سعد بذل جهدا كبيرا لإعادة الهلال كنادي، وهذه كانت مهمة صعبة للغاية، ولكن على شخصية إدارية محنكة مثل نواف بن سعد ليست بصعبة، وهذا ما أكده الواقع الذي عاشته الجماهير الهلالية مع وجه السعد كما أطلق عليه محبو نادي الهلال.
المميز في رئيس الهلال هي ثمانية أمور:
1 - التعاقد مع عدد من اللاعبين المحليين وخاصة المدافع الصلب أسامة هوساوي، وهذا ما جعل مدرب الفريق السيد دياز أمام عدة خيارات، وصنع تنافسا قويا ما بين اللاعبين لإثبات أنفسهم.
2 - تغيير جوستافو بعد أن اكتشف بأنه المدرب الذي لا يصلح لإدارة الدفة الفنية في الهلال.
3 - التعاقد مع مدرب بقيمة وقامة الأرجنتيني الكبير دياز.
4 - الاستعانة بطاقم أجنبي لإدارة جل مباريات الهلال دورياً.
5 - ملاحقة المسيئين للهلال في البرامج والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
6 - إعادة بعض أعضاء الشرف الهلاليين ودعمهم للهلال مجدداً وبمبالغ عليها القيمة.
7 - الحضور وبشكل شبه دائم مع الفريق وفي جل مبارياته.
8 - ندرة خروجه إعلامياً مما جعله يركز على عمله.
ثانياً: جهاز فني ذو تاريخ كبير:
حينما أخفق فريق الهلال مع مدربه السابق جوستافو لم يصر الأمير نواف بن سعد على رأيه، وأقاله بعد أن اتضح بأنه لا يسير في الطريق الصحيح، ومن هذا القرار بدأت انطلاقة الهلال، وإن كانت الإدارة الهلالية تأخرت في تعاقدها مع المدرب الحالي دياز، واتضح تأخرها الكبير بنقد بعض الإعلاميين والجماهير الهلالية، إلا أن الجميع امتدحها وأشاد بها حينما تم إعلان اسم المدرب صاحب التاريخ الكبير، والذي بدأ مع الهلال بإخفاق حينما خسر من فريق الاتحاد الذي كان ينافسه على لقب الدوري، ولكن هذه الخسارة كانت بداية الانطلاق لتحقيق اللقب، ووضح بأننا أمام مدرب كبير، سيصنع من الهلال فريقا ثقيلا، وهذا ما حدث بالفعل، إذ كانت مباراة الهلال مع الأهلي في الدور الأول أكبر مؤشر على أن فريق الهلال سيكون له كلمة في الدوري، وهذا ما أشارت له صحيفة الجزيرة بعد نهاية ذلك اللقاء.
دياز الذي قاد الهلال لتحقيق لقب الدوري وكأس الملك، تكفي الأرقام لإنصافه، فقد جاء للهلال والفريق يعاني، وصنع منه فريقا مرعبا.
ثالثاً: اللاعبون:
في هذا الموسم استطاع لاعبو فريق الهلال أن يُعدلوا الكثير من بعض مستوياتهم التي كانت تدور حولها الكثير من علامات الاستفهام، إذ مروا بحالة انخفاض في فترات كثيرة، مما جعل النقاد والجمهور الهلالي يغضب على بعض اللاعبين من جراء مستوياتهم المتدنية، ولكن في هذا الموسم اختلف اللاعبون، وركزوا كثيراً داخل الملعب، ونتج عن ذلك ارتفاع مستوياتهم الفنية.
رابعاً: اللاعبون الأجانب:
تعاقد الهلال في بداية الموسم مع رباعي مكون من «البرازيلي ليو بوناتيني، والأوروغواياني ميليسي، والبرازيلي تياغو، بالإضافة لاستمرار البرازيلي ادواردو»، وتم التعاقد لاحقاً مع السوري عمر خربين بديلاً عن البرازيلي تياغو، هذا الرباعي مر بحالات متناقضة، إذ بدأ المهاجم ليو مبدعاً، وهدافاً للفريق، وفي الجزء الثاني من الدوري اختفى تماماً، مما جعل البعض ينتقده وبشدة على إضاعة فرص سهلة جداً، وعلى العكس تماماً، كانت بداية ميليسي ضعيفة مع المدرب السابق جوستافو، ولكنه بدأ وانطلق وأثبت نفسه بإمكانيات عالية بعد إشراف دياز على الفريق، ومثله كان ادواردو، إذ كانت بدايته غير جيدة بناء على ما قدمه الموسم الماضي مع الهلال، ولكنه عاد مجدداً لمستوياته الكبيرة في منتصف الموسم، أما تياغو فقد جاء ورحل ولم يقدم ما يشفع له، وبقي السوري خربين الذي صنع الفارق في الهجوم الهلالي، وكان شعلة من نشاط، ويتقد حماساً وروحاً وإخلاصاً وعشقاً.
ماذا يحتاج الهلال في الموسم القادم:
لا أظن بأن الهلال يحتاج للكثير حتى يستمر في التفوق الذي شاهده الجميع، إذ بدأ بأن الاستقرار كان يهم الإدارة الهلالية، ولذلك بدأت خطوات التجديد مع دياز قبل تحقيق كأس الملك، وهذا يشعر محبي الهلال بأن المسؤولين عن النادي يرغبون في استمرار الاستقرار الذي عادة ما ينتج عنه التوهج، كما أن إدارة النادي أصبحت تبحث في العروض المقدمة للمهاجم ليو، وهذا ما يجب أن يحدث خاصة وإن اللاعب مر بحالات متناقضة على المستوى الفني، ورحيله أصبح ملزما، ولكن من البديل..!؟ وأين سيكون موقعه...!؟
الجميع يفكر في رأس حربة تقليدي، وهو الخيار الذي يتفق عليه الغالبية، ولكن ماذا عن الدفاع الذي يمر بحالة ضعف في حال غياب قائده أسامة هوساوي...!؟
الواقع الهلالي الذي عاشه الفريق الهلالي يؤكد بأن حراسة الهلال ودفاعه يمران بحالة ضعف وارتباك شديد في حال غاب القائد الدفاعي هوساوي، وهذا مؤشر غير جيد لفريق مثل الهلال، سيلعب في بداية الموسم القادم في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا، كما أنه يريد المحافظة على لقب الدوري، ويبقى السؤال: هل دفاع الهلال بغياب هوساوي مصدر أمان لمسؤولي النادي...!؟
نحن نجزم بأن الهلال يحتاج لمدافع صلب يلعب بجوار هوساوي، وفي حال غياب الأخير لا يتأثر الفريق بغيابه، وإن كان هذا المدافع محليا فهذا سيكون أمرا رائعا بالنسبة للجمهور الهلالي، وحتى يتسنى اختيار اللاعب الأجنبي في مركز ربما يكون الهلال محتاجا له، وإن كان هذا الخيار غير متاح، فإن إدارة النادي ستقع في حرج شديد، فإن جاءت ببديل ليو مهاجما فهذا سيكون على حساب المنطقة الخلفية التي تعاني، وإن جاءت بمدافع فهذا سيكون على حساب الهجوم الذي لا يتواجد فيه كمهاجم مميز إلا خربين..!
إذن.. إدارة الهلال أمام خيارين أحلاهما مر، وإن كان جلب مدافع محلي مستواه جيد سيحل هذه الإشكالية، وإلا فإن الاتجاه سيكون منصبا على مركز الهجوم، وهذا ما يطالب به غالبية الجمهور الهلالي والذي ينادي باستمرار بقية اللاعبين الأجانب «خربين وادواردو وميليسي»، وهم على الجانب الفني محقون في مطالباتهم، إذ أثبت هذا الثلاثي بأنهم نجوم يصنعون الفارق مع فريق مثل الهلال.
نقاط:
- الاستعداد للموسم المقبل لابد أن يكون أقوى من هذا الموسم لأن الهلال سيلعب في الأدوار النهائية في دوري أبطال آسيا، بعكس الموسم الماضي والذي كان فيه الهلال لا يفكر إلا في البطولات المحلية.
- عبدالله الحافظ ومحمد جحفلي يلعبان بمستوى جيد ولكنهما ليسا بالركيزة الأساسية التي من الممكن الاعتماد عليها في حال غياب أسامة هوساوي.
- خربين أصبح مطلبا جماهيريا وشرفيا وأظن بأن مسألة شراء عقده هي مجرد وقت لا أكثر.