د.عبدالعزيز العمر
نفذت وزارة التعليم عبر تاريخها مشروعات تعليمية عديدة، كثير منها لم يحقق النجاح المتوقع، وبعضها لم يحقق أيّ نجاح، نذكر من هذه المشروعات على سبيل المثال مشروعات لتطوير أداء المعلمين، مشروعات لتطوير المناهج، مشروع السنة التحضيرية، مشروع حاسب لكل طالب، مشروع المختبرات الافتراضية، مشروع التخلص من المدارس المستأجرة، مشروع التقويم المستمر المتعثر حالياً فيما يبدو، الخ . السؤال المهم الذي يجب طرحه هو: لماذا تتعثر كثير من مشروعاتنا التربوية؟ الإجابة باختصار شديد هي كما يلي: تفشل مشروعاتنا التعليمية بسبب اعتقادنا أنّ المال وحده كفيل بحل أي مشكلة تعليمية، أو بسبب غياب مساءلة ومحاسبة من يتصدون لمشروعاتنا التطويرية، أو بسبب أنّ الذي يقف خلف كل مشروع تطويري هو شخص قيادي وليس المؤسسة التعليمية، حيث تموت هذه المشروعات التعليمة بموت أصحابها أو بمغادرتهم الكرسي. كما تفشل مشروعات التطوير بسبب ضعف التنسيق والتكامل بين القطاعات المعنية بالمشروع التطويري، تفشل جهود التطوير بسبب توجهها أحياناً نحو الإعلام والشكليات والبهرجة على حساب جوهر المشروع، تفشل مشروعاتنا التعليمة لأننا نستعير بعضها من مجتمعات متقدمه تختلف عنا في ثقافتها ونظامها الإداري، تفشل مشروعات تطوير التعليم بسبب استعجالنا تعميمها دون أن تتوفر لها البنية التحتية المطلوبة لنجاحها، وخصوصاً المعلمين المؤهلين والمباني والتجهيزات الملبية لمتطلبات المشروع التعليمي، تفشل مشروعاتنا التعليمية لأن العلاقات الشخصية والعشائرية (وليس الكفاءة المهنية)، تلعب أحياناً دوراً كبيراً في اختيار من يديرون هذه المشروعات التعليمية، تخيل- مثلاً - أن هناك من لا يعرف اللغة الإنجليزية عمل مستشاراً لدى مشروع الابتعاث، بل إن خريجاً أكاديمياً جديداً خبرته صفر تصدى لمسؤولية تعليمية أكبر منه.