بالرغم من السنوات الطوال التي مضت منذ تطبيق الاحتراف محلياً، إلاّ أنّ الثمار لم تكن بالصورة المرجوّة ولا زالت سهام الانتقاد بين الحين والآخر توجّه صوب الاحتراف وأنظمته، فالحصاد أشبه بالكساد المردود يكاد معدوماً بالرغم من الأرقام الفلكية في قيمة العقود.
وما يزيد الطين بلة الأنظمة التي تم استحداثها وإلغاء المادة 18 من لائحة الاحتراف التي أهدرت معها حقوق الأندية، وأعني بذلك الفقرة التي تشير إلى أحقية اللاعب التفاوض مع أي نادٍ إذا دخل في فترة الـ6 أشهر دون الرجوع لناديه، حيث إن الكثير من الأندية تضررت من هذا الأمر ولم تحصد أي فائدة مادية بعد أن رحل العديد من نجومها بالمجان.
ولو نظرنا في عصر الاحتراف للاعبين الذين يطبقون الاحتراف بمفهومه الصحيح، من حيث التدريبات الصباحية والمسائية والتغذية الصحية والابتعاد عن السهر وكل ما يضر باللاعب، نجدهم قلة والآخرون محترفون بالاسم فقط لعدم تطبيقهم مفاهيم وأسس الاحتراف بشكلها الصحيح، ولذلك نشاهدهم ببنية جسمانية ضعيفة ومع أي احتكاك يسقطون أرضاً، وبعضهم يلعب متثاقلاً بسبب السهر وعدم أخذ جسمه راحته الكافية، وإذا ركض خطوتين تجده يجهش من التعب ويتنفس بشكل متقطع.
أما على صعيد الإغراءات التي تقدم للاعب المحترف من أندية أخرى قبل نهاية عقده فحدث ولا حرج في هذا الجانب، وكذلك ما يخص غياب الثقافة الاحترافية عند بعض اللاعبين التي تجلت في التوقيع لأندية أخرى وبسببها دخلوا في إحراجات لا حصر لها مع الأندية التي يلعبون فيها أو الأندية التي وقعوا لها.
«بصراحة» الاحتراف المحلي مريض ويحتاج إلى التدخل الجراحي الذي يعيده إلى الوضع السليم، وهذا التدخل مسؤوليته على الجميع، إدارة الاحتراف والأندية واللاعبون، حتى نشاهد احترافاً صحيحاً تنعكس نتائجه بالشكل الإيجابي على كرتنا المحلية، ويستفيد منه منتخب الوطن الذي حتى الآن لم يلمس أي انعكاسات إيجابية عليه في زمن الاحتراف، فالمنتخبات التي حولنا ازدهرت وتطورت، ومنتخبنا فقد الكثير من حضوره ولا زال يبحث عن مخرج لاستعادة هيبته المفقودة، بالرغم أنّ الكثير كانوا متفائلين بأنه في عصر الاحتراف سيكون الحضور أفضل من الماضي، ولأن الملاحظ أننا في عصر الاحتراف نتباكى على إنجازات الماضي بعد أن ابتعدنا عن الكثير من الإنجازات.
عدنان فتيني - مكة المكرمة