ليس من المنطقي الحديث اليوم كروياً بعيداً عن نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيجمع بين ريال مدريد الأسباني ويوفنتوس الإيطالي على ملعب «ميلينيوم»، الشهير بملعب الإمارة أو الألفية الجديدة، عند الساعة الـ 9:45 في الملعب الذي يقع على حافة أوروبا وتحديداً في الجنوب الغربي من بريطانيا وبالضبط في كارديف، التي تُعتبر العاصمة وأكبر مدينة في ويلز، ويقع الملعب قرب نهر «تاف»، في شارع ويست جات، في وسط المدينة، وعلى مسافة قريبة من محطة السكك الحديدية لكارديف. ولأن هذا النهائي هو حديث الرياضيين منذ أيام رأيت أن أسلط الضوء عليه في زاويتي هذا الأسبوع من خلال بعض المعلومات التي حصلت عليها إضافة إلى رأيي الفني من متابعة عن كثب لطرفا النهائي. يسع ملعب «ميلينوم» لـ74.500 مشجعًا، واُفتتح عام 1999، بتكلفة وصلت لـ121 مليون جنيه إسترليني، وهو الملعب الرسمي لمنتخب ويلز لكرة القدم.
ويعتبر نهائي دوري أبطال أوروبا الظاهرة الأكبر والأهم التي يستضيفها «الميلنيوم» منذ افتتاحه، أما في بريطانيا بشكل عام فيعد النهائي الثالث، بعد استضافة ملعب ويمبلي نهائي دوري الأبطال موسمي 2010-2011 و 2012-2013.
ويدخل الفريقان اللذان يعدان من أشهر وأغنى وأقوى أندية أوروبا النهائي بعد مشوار حافل تجاوزوا من خلاله خصوم أقوياء وخاضوا مباريات غاية في الشراسة ويختصر مشوارهما قهر الريال للفريق المتخم بالنجوم بايرن ميونخ الألماني وتجاوز اليوفي لظاهرة الألفية الجديدة برشلونة الأسباني، وقد يجوز القول بأنه نهائي المجرة إذا عرفنا كم النجوم المشاركين في مباراة الليلة فإضافة لأفضل حراس المرمى في العالم جان جيلوجي بوفون والهداف التاريخي لدوري الأبطال كريستانيو رونالدو وهما المرشحان لجائزة أفضل لاعب أوروبي يأتي نجم اليوفي الصاعد ديبالا ومخضرم الريال مارسيلو إضافة إلى مدافعي اليوفي كيلليني وبانوتشي والفيس واليساندرو ولاعبو الوسط بيانيتش وخضيرة وكوادرادو وماركيزيو والمهاجمين القويين هيغواين وماندوزكيتش وفي الريال المدافعين راموس كارفخال وفاران ولاعبو الوسط كروس وكاسيميرو ومودريتش وايسكو والمهاجمان بنزيمه وبيل، ومع هذا الكم الهائل من النجوم المشاركين في نهائي دوري أبطال أوروبا من المنتظر أن يعيش محبي كرة القدم في العالم كله وعلى مختلف مشاربهم ساعتين من المتعة بمختلف النواحي الفنية والتنظيمية والتسويقية أيضاً إذا علمنا أن الجوائز المالية المقدمة لكل فريق من الفرق المشاركة في البطولة بلغت رقماً خيالياً هذا العام إذ يحصل كل فريق على 12 مليون و700 ألف يورو بمجرد مشاركته في البطولة.
بينما تقدم اللجنة المنظمة مبلغ مليون ونصف المليون يورو مقابل كل فوز في دور المجموعات، و500 ألف يورو مقابل التعادل، وتبلغ جائزة التأهل إلى دور الـ 16ستة ملايين يورو.
بينما بلغت جائزة التأهل إلى ربع النهائي ستة ملايين ونصف المليون يورو، وسبعة ملايين ونصف المليون يورو، مقابل التأهل إلى نصف النهائي، ويحصل صاحب المركز الثاني على 11 مليون يورو، فيما يطير الفائز بالبطولة بالكأس وبمبلغ 15 مليون ونصف المليون يورو؛ ويبلغ مجموع جوائز البطولة مليار و319 مليون يورو، وهو رقم مهول بالطبع وكافٍ لمعرفة أهمية المباراة وكم الجماهير التي ستتابعها الليلة في مختلف أصقاع الأرض.
أما عن وجهة نظري الفنية فسألخصها بنقاط القوة والضعف في الفريقين إذا يعد بوفون أحد أهم عوامل انتصارات اليوفي إذا أضفنا له وحوش الدفاع كيلليني وبونوتشي، ولاعب المحور بيانيتش والمهاجم القوي هيغواين والشرس ماندوزكيتش ولاعبو الأطراف اليساندرو وكوادرادو والفيس، إضافة للصاعد بقوة الصاروخ صانع الألعاب الهداف ديبالا، وتبقى نقطة الضعف الأوضح في منطقة الظهير الأيمن ولاعب الدائرة الثاني الذي تضعضع بسبب إصابات خضيرة وماركيزيو، ومتى طبق اليوفي طريقته القاتلة في الأطراف «الكماشة» بمشاركة الفيس او كوادرادو في اليمين واليساندرو في اليسار لإمداد هيغواين وماندوزكيتش بالكرات ومن خلفهما ديبالا فإن الفوز سيكون حليفة وكلنا نتذكر كيف قضى على برشلونة بهذه الطريقة، ويبقى التركيز من لاعبي الوسط مطلوباً لإيقاف تمريرات كروس ومودريتش الطويلة واختراقات ايسكو.
فيما يسرق الأنظار في الريال الهداف النهم رونالدو ومن خلفه ثلاثي الوسط الفعّال كروس ومودريتش وايسكو والمدافعان الهدافان سيرجيو راموس ومارسيلو ويبقى تأثير بنزيمة مهماً لكنه غير مرئي إذ يعتمد الريال كثيراً على تحركاته هو وايسكو لمنح رونالدو المساحات للوصول للمرمى، وغالباً ما تترك طلعات مارسيلو المتكررة أثراً في مرمى المنافس، وتبقى نقطة الضعف الواضحة لدى الريال في منطقة الظهير الأيمن أيضاً والذي ستشهد مشاركة العائد من الإصابة كارفخال إضافة إلى تهور كاسيميرو وضعف المدافع فاران في الكرات الأرضية.
ثانية
«الرائعون حقاً هم من يشعرون دئماً بقيمة ما تقدمه مهما كان بسيطاً».
- شكسبير
** **
- عبدالوهاب الوهيب