سعد الدوسري
حالَ فضلُ الله ورحمته، دون تنفيذ اثنين من المطلوبين، عملية إرهابية جديدة في القطيف. وكان الأهالي هناك، قد توحّدوا ضد عمليات التخريب وتهديد الآمنين، في المسورة، وأثبتوا للعالم أجمع، أنهم يضعون أياديهم في يد المؤسسة الأمنية الرسمية، في مواجهتها للإرهاب والإرهابيين، في كل مدن المملكة. وهذا ليس بغريب عليهم، فهم جزء لا يتجزأ من وحدة الوطن الشاسع والمتنوع.
إنّ الحملة التي تواجهها المملكة اليوم، بسبب موقفها الواضح والمعلن من التطرف، ومن الحركيين الذين يغذونه، تحت غطاء الدين، هي حملة شديدة الشراسة، تتخذ من الجغرافيا ومن الوسائط المتعددة، معيناً لها. إلاّ أنّ المملكة تعي ذلك جيداً، وتعمل منذ زمن طويل، بشكل تأسيسي، وليس بسياسة ردود الأفعال، مما لفت أنظار العالم أجمع. فعلى الرغم من أنها أكثر الدول تضرراً من الإرهاب، إلاّ أنّ العمليات الأمنية الاستباقية، تفوق بكثير العمليات الإرهابية، وأنّ ما تم تفكيكه من خلايا، ساهم في إنقاذ البلاد والعباد من خسائر مادية وبشرية، لا يمكن تقديرها.
على كل مكوّنات المجتمع، أن تعي أنّ ما نواجهه اليوم من تحديات، يستوجب غضّ الطرف عن الخلافات الفكرية والثقافية، والتوحد حول مفهوم الوطن الواحد، فلا معنى أن يتحول الخلاف حول أي نمط فكري أو شرعي، إلى خلاف حول من هو مع الوطن، ومن هو ضد الوطن؛ هل هناك عاقل يزايد على وطنه، على ملاذه؟!