د.عبدالعزيز الجار الله
المواجهة التي لا تتوقف ما بين قطر وبين العديد من الدول العربية ومن ضمنها بلادنا هي صراعات نتيجة الموقف السياسي وليس الشعبي من قطر لثوابت عربية عديدة:
ثوابت سياسية عربية، يحاول العرب خلال تاريخهم المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية 1945 على توحيد الصف والموقف السياسي وتوجهات دولهم العامة لكنهم يصطدمون بالموقف السياسي لكل دولة في مشرق أو مغرب العرب، والتدخلات الدولية المستمرة التي يزعجها الموقف العربي الموحّد وتماسك دوله، وقطر تسعى إلى إضعاف العرب وتفكيك وحدة الخليج.
ثوابت جغرافية إقليمية في الجزيرة العربية وهي الحقائق الجغرافية الثابتة أن قطر جزء غال من أرض الجزيرة العربية التي تبلغ مساحتها 2.8 مليون كيلومتر مربع أي قريبة من 3 ملايين كم مربع إذا أدخلت أجزاء من العراق والأردن، وتبلغ مساحة السعودية مليوني (2) كيلومتر مربع أي تشكل السعودية 70 % من مساحة الجزيرة العربية الحالية، لذا يُقال لها بين دول الخليج الشقيقة الكبرى من حيث المساحة والسكان، وقطر تعتقد دائماً أنها خارج دائرة الجزيرة العربية وسياساتها تفسر هذا التوجه لها. ثوابت مياه الخليج العربي، التي أزعجت الساسة في قطر وأطلقوا على الخليج العربي شواطئ غرب الخليج، ودوله بدول غرب الخليج إرضاء لإيران فلا تقول قطر وهي الدولة والشعب العربي ومن جذور قبلية وشعوب عربية، لا تقول الخليج العربي إنما دول الشاطئ الغربي من الخليج، وقطر التي تتخذ هذا الموقف المجاني تجاورنا في حدودنا البرية اليابسة وفِي حدودنا البحرية وأيضاً تقابلنا في مياه الخليج العربي.
ثوابت محاربة الإرهاب التي التزمت بها السعودية مع (55) دولة إسلامية وأمريكا في قمة الرياض مايو 2017 لم تلتزم قطر في بنوده وأهدافه، وتعتقد بعض الدول أن تجنب ويلات الإرهاب هي مصالحته أو الصرف عليه أو تبنيه ورعايته كما تفعل إيران بالرعاية والتبني والصرف والحماية، وقطر تغرق في بحر الإرهاب وسوف يحرق أطرافها وهي تعتقد أنها اللاعب الرشيق الذي يقفز بين الحبال والحفر.
إيران تحاصرها دول العالم لتوقف نشاطها الإرهابي ودعم الجماعات والأحزاب العسكرية المارقة في الوطن العربي، وقطر إذا لم تتوقف ستجد نفسها دولة محاصرة ومطاردة.