في ثمانينيات القرن الماضي ، تحرّك توقيعه على وريقات ، ابتكر فيها شخصيّات بأشكال لافتة ؛ لتكون أعمق أثر تلفيزيوني ترفيهيّ أمريكي ، وامتد أثرها لتصبح نقطة تحول في تاريخ صناعة مسلسلات الكارتون.
لم يكن ذلك الأثر، لولا الجرأة المُبتكرة لصانعي المسلسل على مقاربةِ و تناول الموضوعات المهمة التي شغلت الرأي العام الأمريكي و العالمي بأسلوب كوميدي سهل و واع من خلال يوميات تلك العائلة التي أبدت رأيها في قضايا المناخ و غزو العراق و الانتخابات الأمريكية ..الخ . بالإضافة إلى ابتكار المصطلحات اللغوية الشعبية أو إعادة إحياء كلمات قديمة من إرث اللغة الإنجليزية ، لتدخل إلى قاموس اللغة من جديد ، إذ أن كلمة (Embiggen) التي وردت على لسان شخصية ليزا في إحدى حلقات الموسم السابع من المسلسل و التي تعني: (تكبير) أي تكبير الشيء واتساعه ، أخذت موقعها في قاموس أكسفورد مع إحالة مصدر الكلمة إلى المسلسل ، وذلك يعني الدخول إلى اللغة التي تُشكّلُ هُوية الذاكرة.
بنية تكوين المسلسل العائلية ضمنت له الانتشار على نطاق واسع بين العائلات إذ أنها ضمنت الارتباط الذهني غير المباشر بأن هذا لكل العائلة و مايقابلها من فئات عمرية.
تحول المسلسل إلى وثيقة اجتماعية و سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى أصبحت معظم الأحداث يشيرون فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى مسلسل «Simpsons»، تماما مثل استعادتهم لإحدى الحلقات التي تنبأت بانتخاب دونالد ترمب .
يرى بأن ما يرسمه أشبه بحلم: «إنها أشبه بحلم أو هذيان.. عندما ترى ما رسمت على الأوراق الصامتة ، تتحرك و تنبعث فيها الحياة... »
إمضاء الرسام و المبتكر مات غرينينغ: لم يتحرك إلا بتوقيت الابتكار المُتقن ؛ ليمتد أثراً في ذاكرة الزمن ..!
قراءة في إمضاء الرسام و المبتكر مات غرينينغ ..
- حمد الدريهم