كانتْ لا تُغَادِرُ كُرْسِيَّهَا في مقهَى حَيِّهِمْ..
حيثُ تتلُو كلَّ يومٍ ذكرياتِ عشقِها في حَيِّزِ دمعةٍ نَفتْهَا أهدابُ المُقَلِ..
تنكفئُ على مِعْصَمِ الحنينِ.. حِينَ يَهَبُهَا خريفٌ مُكْفَهِرٌّ
وحرفٌ في أقْصى الهَامِشِ لمْ تتَداعَ له َبَعضُ المشَاعرِ أن ْتُكمِل ما تَبقَّى منهُ، تَتأمَّلُ أطْرَافَها وهِيِ تَعبثُ بكُوبِ القَهوةِ بِيأسٍ..
تنظُرُ للغُرباَءِ بأمَلٍ علَّ المصادفةَ تنْدبُ بابَ اللقَاءِ.
تُحدِّقُ المشَاعِرُ وكَأنَّ الحُبَّ سَيُوفِدُ هذَا اليبابَ مرةً أخرى وَيطَأُ جدْبَ الوجدِ..
لمحتْ وجهًا تعرفُهُ جيِّدًا تعرفه الدّموعُ.
جحظتْ بوصلةُ النظرِ إليهِ.
- هُوَ ذاكَ..
تمعَّنتْ فيهِ جيِّدًا وهوَ يحفرُ في سُوَيْدَائِهِ أُهْزُوَجةَ حُبٍّ لِسِوَاهَا قدْ ملكتْهُ.
حينَها أخذتْها الدَّهشةُ في شهقةِ ألمٍ تقاطبتْ لها فظائعُ الذِّكرَى .
فلا حُبَّ بعدَ الحُبِّ، بلْ هُوَ الشوقُ المرْبَادُ..
وانبلاجُ فقدٍ جديدٍ..
- شِعر/ مها العجمي