نادية السالمي
الإنسان الحقيقي شاعر، ولا أعني بالشاعر القادر على الشعور بكسر الوزن والمقتدر على مجابهة البحور ، وتصيّد القوافي إنما الشاعر هو الشاعر بمشاعر الناس فتصله مشاعرهم ويتفاعل معهم، بإنسانية عالية.
عن الشاعرة:
مالم تقله الشاعرة أن استنزاف الحروف بهذا الكم الهائل بُغية ارضاء القراء مفسدة لذائقتها قبل ذائقتهم، وعدوان سافر على شعورها يجر على شعورهم عدوان آخر، ولهذا ينعدم الابتكار ويخبو الشعر.
الشاعرة أحيانًا إن لم يكن غالبًا_في موقع التواصل، والمتواجدة في مجموعات (الواتس أب) أداة لتفريخ القوافي من مطلع الشمس إلى مغيبها، مع كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة تعنيها أو لا تعنيها المهم أن تتواجد وإن كان لها السبق فهذا الأهم!.
هذا مايدفع البعض لخلق هالة وهمية عن إحساس تتميّز به الشاعرة عن غيرها!، والحقيقة أن كل إنسان يملك قدرًا من الإحساس لكن طريقة التعبير هي من يصنع الفارق.
الارتباط بالشاعرة:
وهم الهالة دفع البعض من غير الشعراء إلى اعتبار أن من يرتبط بشاعرة سيقضي حياته في سعادة وهناء متنقلًا بين بحور الشعر التي تُسبّح بحبه، وتُرتّل مزاياه ومناقبه وإن كانت كذبة من حياكة الشاعرة! ، وهذا عكس مايراه أغلب الشعراء الذين لا يفضلون هذا الارتباط إما لأن إيمان الشاعر بالحب لايتجاوز حناجر الحروف التي يكتبها، أو لعدم ثقته بنفسه وبجدارته في استحواذها قلبًا وقالبًا فتفكيره مُنصب حول عدم رغبته في الارتباط بشاعرة أدمنت الكتابة في الحب، الذي هو من منظور اجتماعي حلال عليه وبركة على حروفه بينما هو حرام عليها ونقمة على حروفها ولا بأس بالوقوف عند حدود التمني بأن يُكتب فيه بيت واحد، ولا بأس بالاستمتاع بما تكتب عن الحب وطريقة تعاطيها مع فنونه وإن لم يكن كُتب له.
أفيقوا من الأوهام:
بعيدًا عن الشعراء وغير الشعراء الحقيقة البازغة كشمس النهار أن الأنثى شاعرة وإن لم تكن تُعنى بكتابة الشعر، فنظرتها بيت شعر، وصمتها قصيدة، وبقية حياتها ديوان كامل وخسارتها أذان بانطفاء الحياة في الرجل وفي الشعر، فأحسنوا لهن ولا تبخسوهن حقهن لمجرد بعدهن عن زخرفة الحروف ورونقها، فلعلهن أقدر منا في العمل بمقتضى شعورهن.