تُجمع مخازن المعلومات وتفسير المفردات على أن أحد أصح معنى للأسطورة هو (الخرافة) بينما خفف ذلك المعنى قاموس اللغة العربية المعاصر بالقول إنها جمع أَساطيرُ وهي تلك الحكايات العجيبة التي تروِي أَحْداثاً تارِيخِيَّةً كَما تَتَخَيَّلُها الذَّاكِرَةُ الشَّعْبِيَّةُ أو كَما يَرَاها الخَيَالُ الشَّعْبِيُّ.
حسناً،
في الحقيقة لا أود الارتكان أو الارتهان للمعنى الأول فلو تحقق معنى الأسطورة بأنها خرافة لكفّ عن ترديدها عشاق كرة القدم في بلادنا حينما يضفون تلك المفردة على لاعبهم المفضّل وفي الغالب يكون ابن ناديهم الأثير. لو عرفوا بأن الأسطورة تعني الخرافة وأن لاعبهم (أيّا كان) من أساطير الأولين أي خرافاتهم لرددت المدرّجات بحناجرها ودفوفها (ارجع يا زمان، كان ياما كان).
ما علينا،
دعونا إذا نعوّل على معنى الحكايات العجيبة التي تتناقلها الأجيال كما رآها المخيال الشعبي ولا يجرؤ أحد الرواة (الثقاة) على الإشارة إلى المصدر أو مدى دقّة أسطرتها فأذكر حكايتين إحداهما قديمة لا يذكرها إلا أحد جيل الطيبين (تخفيفا لفاجعة أرذل العمر) أما الأخرى فهي (طازة) لم تُؤسطر بعد.
سأبدأ بالجديدة التي تنتظر دورها (للتسطير) في سجلّ الأساطير، تلك (الغزالة) أو الأرنب الطائر التي قيل بأنها ستُدخل بلدنا ضمن نادي كبار صنّاع السيارات في العالم، وسنرى أجيالها تعبر خط نهاية سباق الفورمولا وأن (Formula One) ثم عرفنا لاحقا بأنها (غطى البير) فقط لا غير.
أما أسطورة جيل أرذل العمر فهي تحكي عن سيارة سقطت في أحد عيون الخرج المائية (الخرج محافظة تبعد70 كيلو متر جنوب الرياض) ووجد أهل الأحساء (شرق السعودية) كفراتها تعوم عندهم في عين نجم!!
المدهش في الأساطير صمودها رغم جهاز كشف الكذب (قوقل) وهذا ما يستدعي طرح سؤال واحد ووحيد: ما الذي سيتداوله يا تُرى أحفاد أحفادنا عن أساطير جيل الشيلات؟؟
- د. عبد الله إبراهيم الكعيد
aalkeaid@hotmail.com