محمد جبر الحربي
1.
يا سَاكِنَ الأرضِ
قَلْبُ الأرضِ مِنْ حَجَرٍ
لا تسْكنِ الأرضَ
واسْكنْ في رِضَى النَّاسِ.
بادِلْهُمُ الحُبَّ
صِرْفاً دونَ أقنعةٍ
مَنْ زَانَهُ الحُبُّ
يَمْشِي عَالِيَ الرَّاسِ.
2.
كمْ كنتُ قريباً من بابِكْ.
بلْ كنتُ الشِّعرَ
وكنتُ العطرَ
وكنت أنا قبلكَ
حتى أحضرَ ساعةَ زهوكَ بثيابِكْ.
آلمني جداً
يا صاحبَ عمْرٍ
رجلاً كنتَ
أمِ امرأةً
يا وطناً..
أنّكَ لا تعرفُ أعداءَكَ منْ أحبِابِكْ..
كمْ كنتُ قريباً مِنْ بابِكْ..!
3.
ها جاءَ الأحبابْ
اللهم افتحْ باللطفِ لهم كلَّ الأبوابْ:
بابَ الرزق،
وبابَ الصحةِ تسكنُ في القلبِ،
وبابَ الحبِّ،
وبابَ معارفَ شتَّى تسعِدُهُم..
ما أعظمَهُ منْ بابْ!
4.
أتبعُها في الفجرِ،
وفي الظهرِ،
وفي العصرِ،
وأرقبُها مِنْ وقتِ زوالٍ لعشاءْ.
تلك الأوطانُ الماءُ
إذا تجمعُ كفيك لتشربَ منها
يهربُ مِنْ كفّيكَ الماءْ!
5.
يَسْعَى إلى حُضْنِها مَنْ شَاقَهُ وَطَنٌ وَيَرْتَجِيْ أَمْنَهَا مَنْ تَاهَ فِي الفِتَنِ
6.
ما أبدعَها.
تمشي أتبعُها
بالقلبِ وبالعينِ ومجتهداً كيْ أصبحَ طفلاً معَها.
فالمرأةُ منْ غيمٍ..
والشّجرُ، وطيري، والناسُ تغنّي ما عبَرتْ: ما أروعَها.
والحرفُ على شفةِ الشاعرِ
يختارُ الصَّمتَ،
ونهرَ الصَّمتِ لِيَسمعَها.
7.
قالَ الصَّاحبُ للفلّةْ.
يا وجهَ الخَيْرْ
هلْ نشربُ قهوتَنا في الشرفةِ؟
قالتْ لا، شكراً، متعَبَةٌ
نشربُها في الغَدْ.
تدري ماتَ الجَدُّ، وتعرفُ ما يعني الجَدْ.
لكنْ هذي مِنْ روحي لجبينِكَ قُبلَةْ.
لوْ كانَ البشرُ كما الشَّجرُ لما آذتْهُ الحربُ
وما أدْمَتْ مِنْهُ الرُّوحَ الرِّحلَةْ!