كبُرنا في هذه الدنيا ونحن نعي أننا نعيش بين شعوبٍ مختلفة وقبائل متعددة وأجناس وديانات وتوجهات تميز كل فرد عن الآخر وهذا الطبيعي للانفتاح على الآخرين وتقبّلهم كما هم وليس كما نريد نحن ، وفي العقدين الأخيرين بدأ التشعّب في وسائلنا الإعلامية بتعدد قنواتها الفضائية والصحافة المكتوبة ومنصات التواصل الجديدة التي بدأ الجمهور يتفاعل من خلالها حيث انقسموا إلى شُعَب متعددة منهم العقلاني المنفتح على الآخر تجده يدعو للتسامح والسِّلْم و السلام والمحبة ،، و منهم الجمهور الهَشّ ذو القِصر الثقافي والأخلاقي وضيق الأفق مما يجعل للفتنة هنا دورٌ يسهم في خطاب الكراهية بيننا ، كلٌّ حسب توجهه الديني والسياسي والجغرافي والطائفي وتشنّجه الذي أوصلَنا لمزيدٍ من المفاهيم التي لم نتعود عليها مسبقاً والتي بدأت تأخذ سياقات وتنضج في جوانب معينة تمس الجانب الحقوقي والقانوني مما أحدث فوضى عارمة ذات طابع مشترك في خطاب الكراهية بين الواقع الحقيقي والافتراضي.
كما أن الصورة الإعلامية والمؤثرات المرئية بين خطاب الكراهية والسِّلْم المجتمعي كانت لها تأثير السيميائية وأبعادها الفنية في خطاب الكراهية وهو مايلعب الدور السيكولوجي في التأثير على المتلقي في هذا الجانب .
***
أما شبكات التواصل الاجتماعي فحدّث عن البحر ولاحرج ...
كلنا يتابع حجم هذا الخطاب على مواقع التواصل الاجتماعي وتطوره و أنماط التعبير عنه وكيف تحول إلى مصادر عنف وتطرف وإرهاب وأن هناك مصادر أساسية تقوم بتعبئة وتغذية خطاب الكراهية وإن كانت غير مباشرة ألا يكفي أن وسائل التواصل الاجتماعي لها الحرية في التشهير والترويج ونقل الأخبار العجولة مما يعزز ثقافة الكراهية ؟
***
كيف نطلب من الآخر أن يتقبلنا ونحن لا نتقبل الآخر ؟ إلى أين نريد أن نصل ؟
هل نحن العرب بارعون في إنتاج الكراهية على اختلاف أدياننا وطوائفنا وتوجهاتنا السياسية والأيديولوجية أم أن الغرب رسم لنا الصورة ونحن عشقنا البرواز ؟
***
من هذا المقام نتوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعلن تأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في قمة الرياض 2017 ( اعتدال )
حيث نقطة الشروع التي نبدأ منها لنحقق سلاماً مجتمعياً وخطاباً وطنياً موحداً تقوِّيه وسائل إعلام عاقلة رصينة لنتفاعل مع العالم بشكل طبيعي كي لايستغل الخصوم المداخل التي أنتجوها للتفرقة والعنصرية والطائفية المقيتة.
وأخيراً : رصاصة واحدة قد تقتل فرداً ، ولكن كلمة قد تقتل أمة.
- إيمان الأمير