-1-
بعد خيبتها العاشرة فيه؛ كتبت له، وهي تقاوم دموعها
خُدِعت ومازلتُ أُخدع على يدك :بمحض إرادتي
يا سيّدي
مطمعي منك ليس كمطمعها
تلك التي تجعل منك سرًا، ولاتجاهر بك.
تلك التي إذا مارأتك في الجموع تنكرت لك؛لتوهم الآخرين بطهرها ومثاليتها
تلك ..
وقبل أن تكمل رسالتها يطلق برنامج (قوقل بلس) تنبيهًا دعائيًا:
«مرحبًا!
هناك اكتشافات أخرى
لم تكتشفيها بعد»
. تلك الرسالة التي لاتمت لموضوعها بصلة؛ عرفت كيف تمد يدها؛ لتقتلع القلب من مكانه
-2-
في كل مرة كنتَ تُغضبني فيها؛ أغلق النوافذ حتى لاأراك؛ فيهزمني قلبي
ثالث أيام العتب؛ يجرني إليك الحنين من تلابيب قلبي الأبله.
قلبي المتآمر معك دائمًا، وأبدًا يُنزِّهك، بل ويُوشك أنْ يُقدّسك، ويُحيلك إلى صفحة من البياض.
أكلّ هذا لأنّك كنت صامتًا، وخجولًا وترتبك في حضرة النساء فقط؟
أكانت تلك البراهين كافية؛ لأُجزم بإخلاصك لي؟
أكانت ثرثرتك أمامي بكل شيء برهان آخر؟
ماأبلهني وأغباني
أنا التي جعلت كل مامضى براهين..
نعم ماأغباني
في آخر مرة أغضبتني فيها؛ تركت النوافذ مفتوحة
بل نسيتُ أنها مفتوحة
انتهى ثالث أيام العتب، ولم يجرني الحنين إليك من تلابيب قلبي كالعادة
صار حجم عيوبك عندي أكبر على غير العادة
كيف تكاثرت؟
أين كانت؟
لماذا لم أنتبه لها إلا الآن؟
هل كنتُ بحاجة لكل هذا الوقت لأشفى منك تمامًا بمحض إرادتي؟
أنا التي كنت أعلن حالة الطوارئ، والحداد كلما غبت عني غاضبا
ماالذي غيرني الآن؟
الحقيقة أنك لم تكن علامة فارقة..
لقد كنتُ أُزجي لك القصائد، فلا تفهمها
وأُدبّجُ لك المشاعر، وتقف حائرًا أمام معانيها
كنت أظنه الكبرياء وكم كنتُ ساذجة
تفطنت مؤخرًا أنه الغباء ليس إلا
لقد أتقنتَ معي لعبة الغموض، وإدّعاء الكبرياء
وأنا بكل رعونة العالم صدّقتك وياللسخف!
الحقيقة المرة والتي لاأجد مبررًا لإيذائك بها أنك كنت أقل مني بكثير..
! في كل شيء
وكنت أنا النعمة التي كفرت بها
لم أكن على مقاسك مطلقًا..
كانت تعجبك فكرة التشبث بأنثى استثنائية، لكنك في الخفاء نعود لوضاعتك وتعبث مع شبيهاتك في الوضاعة!
أيها المفلس من كل فضيلة..
لقد تشافيت منك تمامًا، ولا أشعر برغبة في إغاضتك، ولاحتى في استفزازك..
تحررتُ منك، وصارت الأيام تطوي ذكرك دون أن أشعر
تخيل
تمر الأيّام دون ذكرك
ولأنني أتمنى ألا تعود؛
أتمنى أن تظل جبانا كما عهدتك ولاتفعل
لأنك لوعدت الآن ربما سأجرحك جرحًا يؤذيني
سأجرحك بأقسى حقيقة قد تسمعها من امرأة..
أنا لاأريد أن أجرحك لأجلي، وليس من أجلك
لاأريد أن أطوي صفحاتي معك بجرح يشعرني بالذنب، ويضطرني للتكفير عنه بالعودة على سبيل الشفقة.
اذهب!
«والأيّام ستجعلنا نتلاشى،» فكأننا وكأنها أحلامُ
- د. زكية بنت محمد العتيبي