سمر المقرن
بعد كل هذه التقارير التي تُثبت بالأدلة الدامغة تورّط دولة قطر في دعم الكثير من الأعمال الإرهابية، وبعد أن ثبتت عليها بالمستندات والأفعال والأقوال التي تقوم بها من دعم الميليشيات والأحزاب السياسية التخريبية، لم يَعُد هناك أي مجال للوقوف والفرجة من بعيد، كون قطر هي مساحة تقع في قلب الخليج العربي، والعمق الاستراتيجي لها سوف يورِّط بقية دول الخليج العربي بأمور لا تُحمد عُقباها.
لدي إيمان كبير بأنّ الشر لا يأتي من الخارج، وأنّ البيت لا يُمكن اختراقه طالما أنه مُحصّن من أهله، وهذا هو البيت الخليجي الذي كان عصياً على كل الشياطين أن تتمكن منه، صار مفتوح الأبواب من أرض الدوحة.
إنّ هذه التصرفات الصبيانية القطرية تحتاج إلى وقفة صارمة، لأنّ المتضرر منها هم شعوب الخليج العربي، فهم المتأذي الأول والأخير من هذه الثغرة المفتوحة على أرض الدوحة. ولو كانت هذه السلوكيات والمكائد صادرة عن جماعات مأجورة كما حدث في البحرين أيام ما يُسمى بأحداث دوار اللؤلؤة لهان الأمر، لكن المصيبة العظمى أنّ الخصم لشعوب الخليج الآن هي القيادة القطرية، وليست جماعة أو فئة بحيث يُصبح التعامل الأمني معها سهلاً. لذا لا أتفق مع الحلول التي تُنادي بعزل دولة قطر عن منظومة الخليج العربي، فأيضاً هناك شعب قطري هم أشقاء ونحبهم ويحبوننا، وليس لهم ذنب في التصرفات الصبيانية السياسية والإعلامية في قطر. حتى سياسة الاحتواء المعمول بها سابقاً مع قطر لم تَعُد مجدية، فكل ما يحصل هناك قادر على إغراق السفينة الخليجية برمّتها.
من هنا، أرى قطر في المرحلة الحالية هي بمثابة «الناشز» التي أساءت إلى البيت الخليجي الواحد، لذا يجب أن تعود بأقصى سرعة إلى بيت الطاعة حفاظاً عليها وعلى شعبها وعلى دول المنطقة.
ومن المهم التذكير، بأنّ إيران عملت بكل ما لديها من قُدرات على محاولة اختراق المنظومة الخليجية وفشلت في كل محاولاتها، لأنّ الخليج العربي أقوى من كل أسلحتها وأبواقها التدميرية، لكنها الآن تنجح في شق الصف الخليجي متى ما استمرت الدوحة على نشوزها وعدم إدراك مصلحتها ومصالح شقيقاتها الخليجيات!