د. عبدالرحمن الشلاش
طالب كثيرون وزارة التعليم ومنذ بدايات العام الدراسي الماضي بتقديم الاختبارات لتكون قبل رمضان لأسباب منطقية جدا منها أن رمضان مازال يقع في فصل الصيف حيث شدة الحرارة، وعدم قدرة الطلاب على أداء اختباراتهم في طقس شديد السخونة وأثناء الصيام، والآثار السلبية التي ستلحق بالأسر.
الوزارة لم تستمع لأي صوت ولم توضح الأسباب الداعية لرفضها بل أعلنت ومنذ وقت مبكر أن الاختبارات ستكون في موعدها في رمضان مهما كانت الظروف. كان في مقدورها أن تكلف بعض مستشاريها الكثر بدراسة الوضع وتقديم الحلول العملية والرفع للمقام السامي بطلب الموافقة لكنها لم تفعل ولم تبادر لتعديل وضع خاطئ ولولا تدخل القيادة وصدور الأمر الكريم بتقديم الاختبارات لاستمرت الوزارة على موقفها وممانعتها ولعاش الجميع رمضانا صعبا!
طبيعي جدا أن يكون لقرار تقديم الاختبارات المتأخر سلبيات امتدت أضرارها لكل الطلاب والطالبات لعل من أبرزها أن الجميع من أساتذة جامعات ومعلمين ومعلمات في مدارس التعليم العام وجدوا أنفسهم مضطرين لاختصار المناهج، وإلغاء الاختبار الفتري الذي يسبق الاختبار النهائي، وتقليص التكاليف، وإلغاء معظم الأنشطة، وكما هو معلوم لدى التربويين التأثير الكبير لمثل هذه الإجراءات، صحيح أن معظم الطلاب نجحوا وسط موجات هائلة من التعاطف لكن للأسف ولد الفصل الدراسي مشوها غير مكتمل النمو!
باختصار قرار القيادة أنقذ ما يمكن إنقاذه، أما الآثار السلبية فتتحملها الوزارة كونها لم تبادر منذ وقت مبكر لمعالجة الوضع بتقليص بعض الإجازات خاصة الواقعة في منتصفي الفصلين الدراسيين ومدتهما 15 يوما، أو إضافة بعض الساعات على مدى الفصل الدراسي كي يتمكن الطلاب من تأدية اختباراتهم قبل شهر رمضان المبارك!
طبعا تجاوزنا عاما دراسيا بكل ما فيه من تقديم للاختبارات، وتعليق متكرر للدراسة في معظم المناطق، وبقي السؤال المهم جدا، هل أخذت الوزارة العبرة مما حدث؟ وبمعنى آخر هل بدأت الوزارة فعليا بتقييم الوضع من أجل كتابة تقويم دراسي يتلافى كل السلبيات التي حدثت، ويضمن أعواما دراسية مقبلة جادة بكل ما تحمله كلمة الجدية من معنى؟ هل فعلا بدأ العمل نحو تقويم دراسي متوازن يضمن مصلحة الطالب بالدرجة الأولى، ويأخذ في اعتباره أن لا يقل أي فصل دراسي عن 16 أسبوع مع استبعاد شهر رمضان من التقويم الدراسي على الأقل في الأربع سنوات القادمة كي لا يدخل المجتمع مع الوزارة في نفس الدوامة ؟ أتمنى أن تسبق الوزارة الجميع ليتم الإعلان عن المواعيد المناسبة لكل الناس في وقت مبكر ولا يتكرر ما حدث!