الوقفة الأولى: أهميَّة التوبة وكثرة الاستغفار والتسبيح والدعاء والصدقات من إطعام الطعام وإعانة المحتاج والتنفيس عن المكروب وسلِّ سخيمة القلب؛ ليصبح قلباً سليماً.
الوقفة الثانية: الحذر كلَّ الحذر من النوم عن صلاة الجماعة والحذر من تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها، إذ على المرء أن يُرتِّب وقته، فلا يسهر ليله ولا ينام نهاره، بل ينام من ليله ما يعينه على طاعة ربه، ويقوم نهاره طالباً الرزق ومُكثراً من طاعة ربِّه.
الوقفة الثالثة: أنَّ من الناس من يسهر ليالي رمضان على مالا يفيده في دينه ولا في دنياه، فإما أن يجتمع مع أصحابه في الاستراحات على الإثم على قيل وقال من غيبة ونميمة وكذب ووشاية، أو على شيءٍ يغفل معه عن ذكر الله، أو أنْ يجتمع معهم على مشاهدة الشاشات التي تعرِضُ النساء الكاشفات المتجمِّلات في البرامج والمسلسلات، وما يصحبها من معازف فيكون اجتماعهم اجتماعاً على ما حرَّم الله النظر إليه من المتبرجات وسماع ما حرَّم الله من صوت المعازف، وفي هذا إثمٌ على أولئك، وغفلةٌ تكسِّل عن عمل الصالحات.
الوقفة الرابعة: ألا يكون همُّ المرء في رمضان التكثير من أصناف الطعام، ومزاحمة الناس في الأسواق لملءِ البيت منها، فبعضهم إذا قدم هذا الشهر كأنَّه سيقدم على مجاعةٍ لا يدري متى تنقضي، فينوِّع أكله ويُكثِّره ويأكل بشراهة، والذي يبقى من أكله أكثر من الذي يأكل، كأنَّه لن يُسأل عمَّا بقي منه، حتى إذا كانت صلاة العشاء والتراويح ثقل وتكاسل وإذا صلى في المسجد قال: أطال بنا الإمام التراويح، مع أنَّ الإمام لم يتجاوز ساعةً واحدة في صلاته، قال صلى الله عليه وسلم: {ما مَلأ آدمِيٌّ وعاءً شرّاً مِنْ بطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدمَ أُكَيْلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كانَ لا مَحالَة؛ فثلُثٌ لِطَعامِهِ، وثلُثٌ لِشرابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ}. أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني.
الوقفة الخامسة: أهمية الإقبال على تلاوة القرآن الكريم فقد كان سلف هذه الأمة يكثرون من تلاوته ليلاً ونهاراً، فمنهم من يختمه عشر مرات في رمضان ومنهم من يزيد على ذلك، يتلونه تلاوة صحيحة مع فهم للمعنى.
الوقفة السادسة: إنَّ أسعد الناس في رمضان من انصرف إلى طاعة ربه، وحفظ أوقاته واستعد بترتيب جميع ما يحتاج إليه قبل دخول رمضان؛ من حاجات الشهر وحاجات عيد الفطر له ولأهل بيته؛ ليتفرغ لعبادة الله، فلا تجده يُضيِّع أوقاته بدخول السوق؛ لحسن استعداده ولتقديره أوقات رمضان المبارك.
الوقفة السابعة: على الأب أن يكون قدوة صالحة لأبنائه في رمضان، ويشجِّع أهل بيته على طاعة الله وعلى كثرة تلاوة القرآن الكريم، ولا مانع من المحفِّزات التي تكون دافعاً لهم على عمل الصالحات.
اللهم بلغنا رمضان وأعنَّا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن وتقبله منَّا بعظيم فضلك وإحسانك ورحمتك.
** **
- خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير