«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - عبدالملك القميزي:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض مساء أمس متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ونخبة من المختصين والأكاديميين والسفراء والدبلوماسيين والمهتمين بالفن العربي والإسلامي.
وأوضح الأمير تركي الفيصل أن الحضارة الإسلامية شهدت ازدهاراً كبيراً في جميع مناحي الحياة حيث تطوّرت العلوم والفنون على حدٍّ سواء وكان للخط العربي نصيب في هذا الازدهار بسبب ارتباطه بالقرآن الكريم ورسم المصحف، مشيراً إلى أن دراسة الفن الإسلامي تشكّل تحدّياً كبيراً لاتّساع النطاقين الجغرافي والزمني للحضارة الإسلامية، وأبان أن الفن العربي الإسلامي غير مقيّد بقالب معين على خلاف المفهوم الغربي للفنون.
وأكد سموه حرص المركز منذ تأسيسه على اقتناء أكبر عددٍ ممكنٍ من المخطوطات الأصلية أو صورٍ منها في إطار إسهامه في إبراز دور الحضارة الإسلامية وما قدّمته إلى البشرية في مختلف الميادين، كما اقتنى المركز كثيراً من القطع التراثية النادرة التي بلغت أكثر من مئتي قطعة تراثية، وهي قطع فنية تُظهر براعة الصنّاع المسلمين، وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه. وقد جُمعت المجموعة الفنية التي يمتلكها المركز من أمكنةٍ متفرّقةٍ في العالم وفق معايير فنية دقيقة؛ لضمان قيمة هذه المقتنيات، ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر قرونها المختلفة. ويُقدّم (متحف الفيصل للفنّ العربي الإسلامي) التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نماذج من المجموعة الفنية التي يقتنيها المركز من خلال قاعتين: تضم القاعة الأولى قطعاً تراثيةً نادرةً من الفنّ العربي الإسلامي، وتضمّ القاعة الأخرى مجموعة المصاحف المخطوطة والمطبوعة الفريدة التي يقتنيها المركز (مصاحف الأمصار)، وتشتهر هذه المصاحف بتنوّعها من حيث بلد المنشأ والحجم، وندرة ونفاسة كثيرٍ منها، وقِدَم تاريخها، وإتقان الخطّ والزخارف فيها. ويشتمل المتحف على نماذج من الفن العربي الإسلامي تمثّل أنماطاً مما كان يُتعامل به في المجتمعات الإسلامية عبر قرون مضت، ويضمّ أكثر من 200 قطعة تراثية نادرة ومصاحف مخطوطة ومطبوعة فريدة (مصاحف الأمصار) من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجري، تتوزّع على الأدوات المنزلية وآلات القتال والحرب ومكوّنات صناعة الكتب وفنونها والآلات الطبية والمسكوكات والخشبيات والفخاريات والمنسوجات. وقد تم جمع هذه المجموعة الفنية من أمكنةٍ مختلفةٍ في العالم وفق معايير فنية دقيقة؛ لضمان قيمة هذه المقتنيات ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر القرون، حيث إنها قطع فنية تُظهر براعة الصنّاع المسلمين وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه.
دعم جمعية (إنسان)
من جهة ثانية وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان)، دعوته لأفراد المجتمع كافة، لمساندة أعمال الجمعية وبرامجها الإنسانية التي تسهم في توفير حياة كريمة لفئة عزيزة من أبناء مجتمعنا. جاء ذلك بمناسبة انطلاق الحملة الإعلامية لجمعية (إنسان) بالرياض، التي اختارت لها شعار #أسعدهم_ تسعد، والهادفة إلى تعريف المجتمع برسالة الجمعية الإنسانية، وحث أفراده على المشاركة والمساهمة في دعم وكفالة الأيتام. وقال سموه في تصريح صحفي: إن فئة الأيتام فئة عزيزة وغالية من أفراد مجتمعنا، وفي أمس الحاجة للوقوف معهم من خلال دعم جمعية (إنسان)، التي أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، وتضاف إلى سلسلة العطاءات الخيرية التي يبذلها - أيده الله -، حيث تعهّد - رعاه الله - هذه الجمعية منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت - ولله الحمد - من أكبر الجمعيات الخيرية في المملكة، وبات عدد من ترعاهم (41) ألف يتيم ويتيمة وأرملة، تقدم لهم الرعاية من خلال 17 فرعاً منتشرة في مدينة الرياض ومحافظاتها. وأضاف سموه: إن العمل الخيري يحتاج للدعم والبذل من قبل أهل الخير، ولاسيما ونحن في شهر الخير شهر رمضان المبارك، فيسرني أن أوجه الدعوة لأفراد المجتمع كافة، لتقديم الدعم والمساندة لهذه الجمعية حتى تستطيع مواصلة أداء رسالتها الإنسانية في خدمة الأيتام، كل بما يستطيع سواءً بالمال، أو بالجهد، أو بالرأي، فالعلماء والدعاة الذين شرفهم الله بحمل العلم ودعوة الناس وتبصيرهم، عليهم واجب تجاه إخوانهم القائمين على الجمعيات الخيرية، للوقوف معهم وحث جميع المؤسرين لدعمها مادياً، كذلك فإن رجال الإعلام عليهم مهمة نقل الصورة الحقيقة عن الجمعية، وإبراز دورها ورسالتها السامية، وما نفذته من برامج ومشروعات رائدة في خدمة الأيتام، فإعلامنا كان ومازال من أهم الوسائل المعنية بتوعية المجتمع، وقبل ذلك دور رجال الأعمال والميسورين في تقديم الدعم المادي والعيني لمشروعات كفالة الأيتام، امتثالًا لقول المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). يذكر أن الجمعية استمدت شعار الحملة الإعلامية لهذا العام الذي أطلقته بعنوان (#أسعدهم_تسعد) من حدث المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا). وتتمثل جميع رسائل الجمعية في هذا الحديث الشريف، حيث اختزلت هذه الرسائل الجميلة للحملة جميع الأعمال التي تدخل السرور على قلب اليتيم، ليسعد من يدخل السرور على قلوبهم، بالفوز بأحب الأعمال إلى الله، وليسعد كل من يساهم في دعم اليتيم بالأجر الموعود في كفالته كما أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرق بينهما شيئاً).