فيصل خالد الخديدي
بصوته الخافت العميق المؤثر يهمس أين أنت من مبادئك؟؟ أين أنت من ذاتك؟؟ هل أنت أنت الذي تنافح عن قيم غرستها في الغير وآتت ثمارها في فنهم وتعاملهم ونجاحهم والآن تفقدها وتتنكر لها عند أي عارض؟؟ هل أغراك الحضور؟ أم هل راقت لك النجومية الزائفة؟ ما الفرق بينك وبين أدعياء الفضيلة الذين يستترون وراء أشكالهم الزائفة وتفضحهم ممارساتهم الخائبة؟؟ هل هذا هو الفن الذي تنشد؟ أم هل هذا الظهور الهزيل الذي تطمح له من مراسم الشوارع أو الكشكات المسيئة المهينة لكل القيم التشكيلية؟ أم قوافل الفنون المعاصرة الدعية بغير وعي واستسهلتها لتصبح معاصراً برتبة مستنسخ ؟؟...ضجيج داخلي وصوت تعلو نبرته من الداخل ودائماً مايعيش معه في صراع داخلي بعد كل مشاركة غير مقنعة أو تصرف غير موزون أو إطراء منه في غير محله أو ظهور له مهزوز بغير ما اعتاد عليه... هذا هو حال الفنان التشكيلي الصادق مع ضميره الحي والمعاتب المقلق له, فحساسيته المفرطة تجعله في حالة جلد للذات وتقييم لممارساته بين قبول ورفض وملامة وتأييد, وهو أمر محمود وميزة يفتقدها بعض من هم في الساحة التشكيلية, فالضمير الحي والتقييم الذاتي الدائم لما يقدمه الفنان يُفعل صوته الداخلي ويوقد جذوة نوره الكامن ليظهر جلياً في تعاملاتها وحساسيته للأشياء والموجودات حوله وحتى في منجزه الفني, فحديث الفنان صوته الداخلي وصديقه الصادق الملازم له والمعاتب المحفز المحب متى ما كان معتدلاً ومتزناً بين حديث العقل وحديث الروح فالكلمة أمانة مع ذاته قبل الآخرين والصوت وطن واللون سكن والفن عالم من حياة تستحق أن تعاش بجمال وتعايش مع الذات ومع الآخرين فالقمة تتسع للجميع والمنافسة الحقيقية تكون من الفنان مع ذاته أولاً في أن يكون يومه أفضل من أمسه وغده أفضل من يومه وهو الرهان الحقيقي والمنافسة التي لاتنتهي ومن المهانة أن يقارن نفسه بغيره فلكل قدراته وإمكاناته التي تميزه وتخصه عن الغير متى ما فهم ذاته وطورها وتصالح معها واحترم قدراته ونماها وحافظ على حياة واتزان صوته الداخلي وضميره.