رمضان جريدي العنزي
إعلام ما يسمى بالممانعة والتحدي والصمود، إعلام يديره مجموعة من المرتزفة وأدعياء الثقافة لتدجين الجهلة والمراهقين ممن تستهويهم الشعارات الرنانة، طغمة فاسدة مخلوطة من دجالين ولصوص ومأجورين يعملون على خطف العقول، عصابات مارقة هدفها تغييب الوعي، وتقييد الفكر، ما فتئوا يوسمون بلادنا المتفوقة والناجحة والمبدعة والمعتدلة والهادئة والرزينة والحكيمة وصاحبة الهيبة والحضور والتفوق، بأردأ العبارات، وأشنع المفردات، وأقبح الجمل، يريدون وأدنا ومصادرتنا ورمينا بالمجهول، يتبعون منهجية محكمة ضدنا، ويمتهنون معارك قذرة، قطعان مسعورة، مشكلة من وحوش وجراء وربائب ومأجورين، انفلتت علينا تريد حشرنا في الزوايا المظلمة، والسراديب المعتمة، مخاتلون يؤججون الأحقاد والأضغان، ويحيون الأشياء الدفينة، يعشقون الخرافات والدسائس والطقوس الواهنة والكذب والأساطير المنافية للعقل والمنطق، أبواق لأنظمة فاسدة، والتي ما تراخت يوماً في قتل شعوبها بدم بارد، تبطش بهم، وتمارس عليهم الكذب وتزييف لهم الحقائق، تنكل بهم وتتاجر، نظم عسكرية، وأخرى مؤدلجة، صنعت لها منظومة إعلامية مأجورة تجتر لها مصطلحات الماضي السحيق، وفق أبجديات رثة، وشعارات كاذبة، وتنظيرات غاية في القبح والسوء، سلبوا شعوبهم الحرية والكرامة، وقمعوهم ليل نهار، ومارسوا عليهم البلطجة والبذاءة والعبودية والتطرف، أنظمة طائفية بغيضة، جعلوا من فلسطين ورقة للمتاجرة والمساومة والمزايدة، ذبحوا باسمها الشعوب، وسرقوا باسمها مقدراتهم، وسنوا عليهم التشريعات الظالمة المخالفة، الآن لم تعد ورقة فلسطين مدغدغة للعواطف كما في السابق، سقط القناع وانكشفت الأمور، وبشكل لا لبس فيه، بل لا نبالغ إن قلنا إن اللعب على وتر القضية والممانعة سيزيد من عزلة كل من يحاول المتاجرة بفلسطين، وسيشعر الجميع بضعف هذه الأنظمة البائسة وعجزها وحجم المأساة الأخلاقية التي يعيشها، اليوم تغير الزمن، ولن تستطيع الأنظمة المستبدة ممارستها دورها الإستبدادي والتنكيلي والقمعي، ولن تستطيع أبواقها وأدواتها الإعلامية أن تغطي على الجرائم ومرتكبيها، حتى وأن نمقت العبارات، والبستهم في العنق الربطات، وأسبغت عليهم الألقاب والشهادات، أن الأنظمة المستبدة تحاول دائماَ من أجل بقائها بعث المذهبية والطائفية وتجذيرها واستقطاب الفاشلين للتنظير لها، أن هذه الأنظمة المارقة تمارس الغش السياسي، وتعتمد التضليل أسلوب تعامل، هذالأنظمة القمعية الفاسدة لا تعرف الأدب ولا فن ولا أبجديات التعامل والتعاون، ولا تحبذ المصداقيات في القول والوعد، ولها فلسفة مغايرة في العمل، نظم مهترئة تقود شعوبها نحو الفوضى والهلاك، تساندها ماكينة إعلامية تطبيلية لا خلاق لها، أن من يتابع هذا الإعلام الأجير المرتزق الأصفر الموبوء بكل أنواعه الورقي والمنبري والمحفلي سوف يصاب بالاكتئاب أو انفصام الشخصية أو يعتريه السقم نتيجة الفحش بالطرح، واللغو بالكلام، هذا الإعلام همه الأول والأوحد إذكاء نار الطائفية، وزرع حالة الشك والريبة بين الشعوب، وتوسيع دائرة الخلاف والمكايدات والتناحر والصراع بينهم، والحيلولة دون تأطير الدعة والسلام، وهو يبعد كثيراَ عن الموضوعية والشفافية والمصداقية والتوازن وترسيخ القيم النبيلة والحرص على الإنسان حياته ومستقبله ودمه، هذا الإعلام الشعوبي ومن وراءه الأنظمة المستبدة التي تدعمه يحتقر كل ما هو جميل وأنيق وحي ومتحرك وواعد، ويحاولون تصغير كل صاحب همة وهدف، إن بلادنا التي يكيل لها هؤلاء الشعوبيون المأزومون كل الاتهامات الباطلة حقداَ وبغضاَ وحسداً، هي التي فتحت الأبواب لهم، وهي التي أطعمتهم من جوع، وأسقتهم من عطش، وكستهم من عري، وآمنتهم من خوف، وهي التي تقدم لهم المساعدات دون منة لهم ولكل الناس، ولأنّ كل إناء بما فيه ينضح فقد كشفت تلك المقولات عن نفسيات أصحابها المأزومة، وعنصريتهم البغيضة، ولغتهم المفعمة بالعبارات الطائشة والتهم والافتراءات والادعاءات الفارغة، وردود أفعالهم العاطفية التي تؤكد غياب عقولهم وعتمتها، وإمعانهم في إثارة الفتن الفئوية والطائفية، ويتجاهل أولئك الحمقى أن بلادنا التي يعيّرونها بالبداوة فاقت دولهم تطوراً وعلماَ وعمراناً وعقلاً وإنساناَ ورقي وحداثة، بينما دولهم البوليسبة التي يمجدونها ما فتئت تمارس عليهم الضغوط الأمنية والاستبداد والتهميش وضعف مستوى التعليم وتفشّي البطالة وانسداد الأفق والتضييق على الحرية والإنسان، وتمارس عليهم الذل والمهانة والاحتقار، عاشت بلادي رغم أبواق الحاقدين المأزومين المرتزقة الدجالين المأجورين.