أحمد بن عبدالرحمن الجبير
في بلدنا خير كثير، وخيرون كثر، ومع ذلك لدينا قصور إعلامي في إبراز إيجابيات مجتمعنا السعودي، وصور التكافل والتعاون الاجتماعي، والاقتصادي، وأحيانًا كثيرة يكون لهذه الصور الإيجابية تأثيرات غاية في الأهمية على شبابنا، وعلى رجال المال والأعمال، حيث نسمع قصصًا كثيرة عن رجال أعمال في دول العالم، ونغيب الجوانب الإنسانية عند رجال الخير في بلادنا ومجتمعاتنا، بالرغم من أن كثيرين منهم يعملون بعيدًا عن الإعلام، وقليل منهم يجري تكريمهم وتقدير تجربتهم.
فالأعمال الخيرية ضرورة اجتماعية، واقتصادية إلى جانب كونها ضرورة إنسانية، وهي حل لمشكلات الفقر والبطالة، والقضاء على الجريمة، وهدف لتحقيق التنمية الاجتماعية، وانطلاقًا من توجهات ولاة الأمر - حفظهم الله - وما يولونه من دعم للأعمال الخيرية في بلادنا، وحرصهم على توفير الخدمات، والبيئة المناسبة للمواطن البسيط من تعليم وسكن وصحة، ودعم للفقراء والمحتاجين، من خلال الكثير من الجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، التي تدل على دعمهم للمسؤولية الاجتماعية.
هناك عدد كبير من رجال الأعمال الذين قدموا الكثير من الأعمال الخيرية للمحتاجين في بلادنا ونذكر هنا لا الحصر الاستاذ طارق الرميح أحد أبناء المجمعة البارين، الذي ما زال يقدم الكثير للجمعيات الخيرية في محافظة المجمعة، فقد دعم وقف روضة دار الأنجال القرآنية، والجمعية الخيرية لمتلازمة داون، وجمعية (إِنسان) لرعاية الأيتام، وإنشاء مقرات لهم على أراضٍ سبق وأن تبرع بها، فهذا الرجل الإِنسان، تزداد مكانته وحضوره بقدر خدمته لمجتمعه، ناهيك عن حسه الإسلامي والوطني.
وتأتي مبادرات الرميح انطلاقًا من استشعاره للمسؤولية الاجتماعية، ومد يد العون، والمساعدة للفقراء والمحتاجين، ولأبنائه الأيتام في محافظة المجمعة، والإسهام في دعم المتزوجين، وتأثيث منازلهم، وصرف إعانة لهم عن طريق جمعية بر المجمعة، وأيضًا اهتمامه بالمسؤولية الاجتماعية التي تتمثل في التبرعات السخية التي قدمها لنادي الفيحاء منذ إنشائه، ومع ذلك يحرص بأن تكون أعماله الإنسانية لوجه الله بعيدة عن الأضواء الإعلامية.
فجزاه الله خير الجزاء على جميع أعماله الخيرية، ومبادراته الاجتماعية، والشكر موصول لكل من قدم العطاء، وواصل الطريق، ولم يتراجع عنه نحو دعم الفقراء، والمحتاجين والجمعيات الخيرية وظل وفيًا لوطنه ومواطنيه، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك، ونذكر ونهيب برجال الأعمال والمؤسسات الوطنية الأخرى للقيام بواجباتهم الاجتماعية إزاء مجتمعهم ووطنهم، ودعم الجمعيات الخيرية، والمسؤولية الاجتماعية بإقامة الكثير من المشروعات، والمراكز التي تهتم بخدمة المواطن السعودي، ودعم الاقتصاد الوطني.
والجميع وعلى مختلف المستويات، والإمكانات مطالبين بالقيام بدور مهم في هذا الجانب الإِنساني، والمساهمة في تنمية المجتمع، ودعم الأنشطة الاجتماعية والخيرية، فمن نعم الله علينا أننا بلد يطبق الشريعة الإسلامية، ويدعم الأعمال الخيرية، وأن تطوير هذه المؤسسات، وتمكينها سيكون بمنزلة أداة مؤثِّرة في مكافحة البطالة، والفقر والجريمة، وتعظيم روابط العلاقات والتواصل الإِنساني، وإشاعة الأمان بين الناس.
وينبغي من المؤسسات والشركات الأخرى إعادة النظر بتعظيم دورهم في الأعمال الخيرية ودعم المسؤولية الاجتماعية، وتقديم الدعم المالي، والمعنوي للمحتاجين، والتخفيف عن الفقراء والمساكين، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية، والمعيشية عن طريق التبرعات للجمعيات الخيرية أو المشاركة في بعض برامجها، وأنشطتها المفيدة لشباب، وشابات الوطن، ودعم أعمال الوقف الخيرية.
فهناك الكثير من المصاعب والمعوقات المالية التي تواجه هذه الجمعيات، فدعمهم ومساندتهم ماليًا، ومعنويًا واجب إنساني ووطني، يستوجب النظر إليه في إطار مجموعة الأهداف والمقاصد، وعليه فإن دعم الجمعيات الخيرية في جميع أنحاء المملكة هي مسؤولية وطنية وإنسانية بالدرجة الأولى، ونأمل من جميع الأغنياء والموسرين، ورجال الصحافة، والإعلام المرئي والمسموع، وقنوات التواصل الاجتماعي بذل الجهد، والتفاعل الجاد مع مساعي الجمعيات الخيرية الحميدة والخيرة.
لان ديننا الإسلامي يحثنا على فعل الخير، لذا نريد من رجال المال والأعمال والمؤسسات المالية والتجارية أن تكون أعمالهم الخيرية لوجه الله تعالى، وأن تكتب في رصيدهم، وحسناتهم في الدنيا والآخرة، وأن يكونوا سندًا وعونًا لبلادهم في دعمهم للجمعيات الخيرية التي تهتم بالفقراء والمحتاجين والأرامل، وأصحاب الدخل المحدود، والذين هم بحاجة ماسة إلى المال والغذاء والملبس، والمسكن الذي يؤويهم، ويأمن استقرارهم في وطنهم المعطاء.