«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
وصف محمد إبراهيم الزعير، المبادرتين التطوعيتين، «أعرني كتابك» و»ضياء الثقافة» بأنها تدعمان المؤلفين الشباب والقراءة المنتجة، وذلك من خلال قراءة نتاجهم ومن ثم التعليق عليها، والتعريف بالرؤى الإبداعية الجيدة لدى الشباب ومن ثم تدوير تجاربهم الجيدة من خلالهم، إلى جانب مؤلفين تجاوزا مرحلة الشباب وذلك من خلال إيصال الكتب إلى الراغبين في القراءة، فيما تقوم المبادرة الأخرى «أعرني كتابك» على رؤية تقوم على تحريك الكتب من رفوف المكتبات إلى تدويرها بين أيدي القراء من مختلف الشرائح مع التركيز على فئة الشباب، ورسالتها تعزيز القراءة، وتجديد الصلة بالكتاب، وذلك من خلال الكتب التي يتم التواصل مع مقتنيها التي غالباً أنهم سبق أن قاموا بقراءتها.
وقال الزعير: تجاوزت مبادرة «أعرني كتابك» العام، وقد تم تدوير 300 كتاب في المملكة، فيما قمنا بتدوير ما يقارب 1100 كتاب في العديد من دول الوطن العربي، وذلك عبر وسائل التواصل المختلفة التي نقوم نحن عبر المبادرتين إلى إيصال الكتاب إلى من يريد قراءته، ما يجعل العملية تبادلية بين الكتاب وبين القراءات، التي يقوم عليها في مبادرة ضياء الثقافة 10 أعضاء، وفي أعرني كتابك 7 أعضاء مقسمة مهامهم بين مسارين، الأول العمل الاستشاري الذي يتعلَّق بالعناوين والقراءات، والمسار الميداني الذي يقوم على متابعة إيصال الكتب والتنسيق فيما يتصل بمشاركاتنا عبر المهرجانات الثقافية المختلفة وفي مقدمتها معارض الكتب، وذلك عبر ما استطعنا أن نقيمه من شراكات من أبرزها شراكتنا مع مكتبة الملك فهد الوطنية في جدة، والنادي الأدبي في الرياض.
وأوضح الزعير أن مبادرة «ضياء الثقافة» تقوم على القراءة المنتجة التي يتبعها قراءات وتعليقات مختصرة ممن يقرؤون الكتب التي يتم تدويرها، موضحاً أن «الأعلى تفاعلاً» من حيث عدد التعليقات وجودة القراءات يتم عقد جلسة نقاشية لها سواء من خلال ورقة عمل يتم المشاركة بها في المناسبات الثقافية أو من خلال الموقع الإلكتروني، مشيراً إلى أن مبادرة «أعرني كتابك» لا يشترط فيها التفاعل بتعليق أو تقديم قراءة، ما يجعل المبادرتين تدعمان بعضهما بطريقتين مختلفتين، وفيهما نوع من التخفيف على بعض القراء وخاصة من الشباب لنكتفي بقراءته للكتاب، سعياً من المبادرة إلى إشاعة ميول القراءة لدى الشباب.
أما عن المفارقات التي يعيشها أعضاء المبادرتين التي أنشأها الزعير فقال: تهمنا الشراكات مع المؤسسات أو القطاع الخاص إلا أننا نجد أنفسنا من يؤمن فعلاً بمبادرتنا لكن لا تجد منه دعماً، فالمظلة الراعية لمبادرتنا لا تزال غائبة لأنها تحتاج إلى إجراءات نظامية ومنها البيروقراطي - أيضاً - رغم أن مهمة تلك الجهات هم الشباب! إلى جانب ضعف بعض الشراكات عملياً على واقع نشاطنا، إضافة إلى الجانب المادي لأننا نقوم بشراء بعض الكتب، ونقوم بإيصال جميع الكتب على نفقة الأعضاء، إذ وصلت تكاليف المبادرتين منذ بداية نشاطهما إلى ما يقارب 40000 ريال، خلال عامين، مؤكداً في هذا السياق: رغم التكلفة المادية إلا أننا لسنا متعجلين لأن يمد إلينا دعم مادي رغم حاجتنا إليه للتوسع في نشاط المبادرتين، بقدر ما نحن مؤمنين به، وبما يعكسه نشاطنا القرائي على أرض الواقع، لأننا أعضاء جمعنا التطوع والتخصصات المتكاملة، من تصوير، تصميم، استشارات ثقافية، استثمار للوقت في مجال تقديم الخدمات التطوعية.