«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
لم يكن يعرف أني أبحث عنه منذ ليلتين، عندما توصلت إلى معلومات من النادي عن أبرز الوجوه الذين كانوا الأكثر اقتناء في الدورات الماضية، ولا يزالون أكثر ترددا على المعرض، فمنذ أربعة دورات لمعرض الرياض الخيري الذي يقيمه نادي الرياض الأدبي، وهو أبرز الزوار، إذ استحق في الدورة العاشرة للمعرض لقب «داعم» المعرض، و»صديق المعرض الخيري» إذ اقتنى من المعرض في دورته المنصرمة بما يزيد على 8000 ريال، الذي كان دافعه الكتاب والدعم في آن واحد.
لقد قادت القناعة أحمد موسى الشمراني إلى أن اقتناء الكتب من المعرض الخيري الذي يقيمه نادي الرياض الأدبي من أبرز قنوات الدعم التي وجد نفسه متفاعلا معها منذ أربع دورات، لأن قناعتي في ذهاب ريع معرض النادي في كل عام إلى جهة خيرية أوجدت في نفسي دافعية كبيرة على الاقتناء لأننا وغيرنا ممن يحرصون -غالبا- على دعمها دون أن يكون هناك محفزات أخرى، ما جعل من فكرة المعرض الخيري الذي يقيمه أدبي الرياض بادرة تستحق الزيارة والاقتناء والدعم من خلال الكتاب.
يقول الشمراني: من صغري كنت مولعا بالقراءة، إذ تضم مكتبتي اليوم ما يقارب 10000 كتاب، في مجالات شتى من المعارف والعلوم، إلا أن الأدبية والتاريخية والفنون الإبداعية تأتي في مقدمة المعارف التي أميل إليها إلى جانب اهتماماتي بالمخطوطات وبما يحقق منها، ومع كل ما أسمعه عن شيوع القراءة عبر وسائل التقنية الحديثة إلا أنني كنت وسأظل مولعا بالكتاب الورقي الذي لا يمكن أن التفت إلى وعاء غيره، مردفا قوله عن المساحة التي تحتلها مكتبته من المنزل: ليست المساحة عائقا أمام مواصلة اقتنائي للكتاب، إلا أن ما أتمناه هو أن يسعفني الوقت مستقبلا لأن أقوم بفهرسة ما اقتنيه من كتب، وهي ما تشغل همي منذ فترة.
وعن انطباع الشمراني تجاه المعرض خلال أربع دورات مضت، كان يتردد خلالها على المعرض شبه يوميا قال: لاحظت تطورا ملحوظا في عدة جوانب من إقامة هذا المعرض، أولها تزايد أعداد الكتب المعروضة، وهذا يعكس تفاعل الجهات الأخرى مؤسسات وأفراد مع المعرض، إلى جانب زيادة الاهتمام من قبل إدارة النادي بالفعاليات المصاحبة التي تنتقل من حسن إلى أحسن، إضافة إلى زيادة إقبال الزوار الذي يجسد نجاح هذه المناسبة، في ظل السعر الذي يكاد يكون رمزيا لمختلف ما يضمه المعرض من مؤلفات في مختلف مجالات الفنون الثقافية والمعرفية.