ميسون أبو بكر
في شهر رمضان من كل عام هناك سباق محموم على عرض المسلسلات والبرامج والمسابقات واللقاءات أيضا على القنوات الفضائية، مما يجعل منه موسماً بسباق مستميت للفت انتباه المشاهد وتحقيق أعلى مشاهدة، دون أن تراعي بعض الفضائيات روحانية هذا الشهر ونوعية ما يعرض ومناسبته للأجواء الرمضانية.
في مقالات سابقة كنت أطلقت أمنياتي من نافذتي هذه لترجمة النصوص الأدبية إلى أعمال ترتقي بذائقة المشاهد، وتثري ثقافته وتلقي ولو بعض الضوء على معالم وتراث الوطن، واستشهدت بـ» قصة من الأدب السعودي» التي كانت عبارة عن مجموعة من القصص لقاصين وأدباء سعوديين، ترجمت لمسلسل ألقى الضوء على البيئة الحجازية على سبيل المثال وتراث المناطق التي تناولتها الحلقات، وقام بالأداء فنانون سعوديون أبدعوا في رسم ملامح بيئتهم وترجمة الأدب إلى فن راقٍ.
«يا تلفريوني» البرنامج الذي أنتجه مسرح التلفزيون الذي يرأسه الفنان عبدالإله السناني، أعادنا للزمن الجميل عبر مشاهد قديمة يعرضها لكل فنان يشارك في الحلقة، فتظهر ملامح الفنان قبل عقود وملامحه اليوم بلقاء مثير بين ماضيه وحاضره، الزمن الجميل يعزفه إيقاع العصر الجديد الذي يلتقي بفنانينا الذين بدأ معهم تاريخ الفن السعودي ، ويقف اليوم أمامهم جيل جديد يتعلم منهم ويكمل مشوارهم برؤية جديدة تعبر عن هذا الجيل ووسائل التقنية التي غزت عالمه.
الجميل أن البرنامج يطوف بالمشاهد لأماكن مهمة في المملكة، فهو يبدأ من الجلسة الرئيسية للفنانين الذين يمثلون سائقي سيارات الأجرة عند خزان المياه بالمربع في منطقة المتحف الوطني ودارة الملك عبد العزيز، ويتجول بهم إلى محطة القطار ومطار الملك خالد والدرعية والمولات وغيرها من ربوع الرياض.
كما يحفز البرنامج على المنافسة من خلال مسابقة وجوائز للفائزين، باختصار البرنامج درامي فكاهي ومسابقات يشوق المشاهد للمتابعة، ويجعل من قناتنا السعودية وطناً للفن الراقي وللطيور التي عادت لأغصانها ومكانها الأول، ولإنتاج مسرح التلفزيون الذي نتأمل منه أعمالاً واعدة ترتقي بالذائقة، بعد أن شاهدنا عرضاً لعدد من المسرحيات والفعاليات في مقره بمبنى التلفزيون، المسرح الذي بني منذ أكثر من ثلاثين عاماً وعاد اليوم ليكون مثل سابق عهده.
يا تلفزيوني يا.. هو دعوة للمشاهدين المهاجرين أيضاً إلى برامج رمضانية أخرى للعودة لقناتنا الأم ، فهناك ما يستحق المتابعة، وبانتظار القادم المبشر بالأمنيات.