من حقْ المريض أن يعالج نفسه حيثُ يريد وحسب ما تُوصله بوصلتُه، من حقْ المريض أنْ يحدد موعد زيارته للطبيب، تري هل هذا يحدث في القطاع الصحي الحكومي أم الخاص أم لا هذا ولا ذاك. بطاقة التأمين الصحي اصبحتْ مطلبا ضروريا في حياة الإنسان. السؤال الذي يزعج الكثير من المرضي، السؤال الذي يطرحه غالبية الأطباء على مرضاهم هل لديك تأمين صحي؟ إذا كانت الإجابة بنعم فهناك قائمة طويلة من التحليلات المختبرية للدم وخلافه وربما الأشعة الصوتية والعادية وإذا كانتْ الإجابة بلا ربما يكون هناك تحليل او تحليلين للدم اليس هذا تناقضا وتناقضا متعمّد ماذا يسمى هذا التناقض وهل هذا التناقض موجود في دول العالم الأخرى.
المريض يقع بين المطرقة والسندان مطرقة المستشفيات وسندان شركات التأمين التي تُبالغ في رسوم الـتأمين ولا تستطيع أن تعرف أفضل وأنجح السبُل في معرفة تفاصيل ما تفعل من فواتير، هذا لا يتنافى مع تلك الإجراءات التي تطلبها شركات التأمين حين الموافقة على البدء في العلاج. فيا ترى هل تُغطي شركات التأمين ما تدفع من فواتير على حساب رسوم التأمين التي تتقاضاها من طالب التأمين ألا وهو المريض. مرة أخري سؤال لا يحب أن يسمعه المريض كاش أو تأمين؟
المبالغة في فاتورة العلاج ورسوم التأمين الصحي تعشقها المستشفيات الخاصة وشركات التأمين في غياب دور وزارة الصحة مع بقاء جودة الخدمة للمرضى، الأسعار متفاوتة بين مستشفيات القطاع الصحي الخاص الذي يدفعها المريض والسبب يعود الى الأموال الطائلة التي دفعت في البناء والتشييد والتجهيز والأعداد ومدة فترة استرجاع ما تم دفعه في أقصر مدة زمنية إضافة الى الرواتب التي تدفع للأطباء الذين معظمهم أجانب ومن جيب المريض وأموال الدولة ينتعش القطاع الصحي الخاص.
الخدمة الفندقية والعلاج حسب الطلب بيزنس مستشفيات «الفايف ستار» هذا للأسف ما ينشده بعض المرضى الذين يعاملون الالف ريال وكأنها عشرة ريالات. وربما لا يهمهم التأمين الصحي أو ربما التفوا على التأمين الصحي، هذا النهج وهذا الأسلوب وهذه الطبقة من المجتمع اثّرت على الطبقة الوسطى والفقيرة في مصاريف المستشفيات الخاصة وأعطت ذريعة لتلك المستشفيات للزيادة المستمرة في الأسعار والبحث عن الهدف التجاري متناسين البعد الإنساني والنفسي للإنسان الذي لا يستطيع أن يمد يده لجيبه فهي خالية من المال.
تضخيم حالة المريض وإعطائه صورة مخيفة عن وضعه هذا حال بعض الأطباء مع وجود التأمين الصحي شخصيا أصبت بالذهول من حكم طبيب العيون بوجود ماء ازرق في إحدى عيناي (الجلوكوما) بمجرد الفحص الوهمي وحين نقاشه بعد نصف ساعة اعتذر حيث كان التشخيص غير دقيق وقال: شركة التأمين تدفع. هل تدفع عن وضعي النفسي أم تدفع لجيبك الخاص.
وفي الختام يا شركات التأمين ويا المستشفيات الخاصة تبادل الأدوار في تخويف المرضى والبحث عن الأموال في جيبه المثقوبة كفي واتقوا الله واجنوا الأموال والارباح بالمقارنة مع الدول الأخرى العربية والأجنبية.