ماجدة السويِّح
في الكويت الشقيقة تضاعف النقد على عمل الفاشينيستا في تسويق المطاعم والمأكولات، فعلى سبيل الطرافة أن عمل الفاشينيستا في التقييم لن يخرج عن هذه العبارة الشهيرة «الأكل يشوق، والصوص ناطع»!!
في الولايات المتحدة الأمريكية يحتل الناقد الشهير جوناثان جولد الصدارة في قائمة أفضل ناقدي الطعام ، حيث حصل على جائزة بولتزرز التي تعتبر من أكبر الجوائز الصحفية بأمريكا، حيث دأب على تحرير وكتابة رأيه في المطاعم التي يزورها عبر صفحته في صحيفة لوس انجليس تايمز، وقد زاد من تميزه المهني الأسلوب الفريد الذي يستخدمه جولد في التحرير من خلال سياق سياسي، اجتماعي، وثقافي، لذا استحق الصدارة كأكثر الكتاب والنقاد موهبة وتشويقا ونزاهة.
الناقد المتخصص بالطعام يتطلب عمله الكثير من الجهد، ليصنع اسمه وتميزه عن بقية النقاد على مستوى العالم، فالتخصص في هذا المجال يفرض على أعضائه الإلمام باللغة جيدا مع علوم الاتصال وفنون الطهي كمتطلبات أساسية لمزاولة المهنة، كما أن المصداقية والنزاهة في تقييم المطاعم والطهاة ركن أساسي في النقد ، فهي أولا وآخرا مهنة شاقة تلزم صاحبها ببعض القواعد والقوانين، مثلها مثل التحليل النقدي عند عرض كتاب أو عمل فني، فالكاتب والناقد في مجال الأغذية، كالنحلة تنتقل من مكان لآخر لتقييم الأطباق، واكتشاف أطباق جديدة، وأساليب مبتكرة لتحضير وتقديم الطعام.
وعلى النقيض يتمتع الناقد المحلي بالرفاهية لصنع اسمه دون جهد يذكر ، حيث تجلس «دلال» ذات الصيت واسع الانتشار بين متابعيها على الانستغرام على كرسيها الوثير ، ويسترخي «حمد» على سريره في انتظار أصحاب المطاعم، والأسر المنتجة، للترويج والإعلان عن منتجهم الذين يجهلون حتى اسمه، ولم يتسنَ لهم حتى تجربته وتسويقه للمتابعين، دون أدنى مسؤولية أخلاقية أو قانونية.
ومع قدوم رمضان انهالت العروض التسويقية لجذب المعلن من قبل المشاهير في شبكات التواصل الاجتماعي طمعا في الحصول على النصيب الأكبر من الكعكة الإعلانية، فالأسعار الفلكية للإعلان عبر الحسابات الشخصية تجاوزت المعقول بأسعار فلكية، وطرق ملتوية لعرض المنتج، فمتوسط الإعلان على انستغرام وسناب شات دون زيارة للمحل يقدر بحوالي 8000 ريال ، وفي حال الزيارة وعرض المنتجات يتضاعف السعر، ويبلغ السعر منتهاه مع الإعلان غير المباشر أو طلب مسابقة رمضانية !!
ولو بحثنا في مؤهلات من امتهن هذه المهنة لوجدنا أن الغالبية لا يملكون سوى عدد كبير من المتابعين، دون أية مؤهلات علمية أو خبرات في المجال المهني، لذا نجد العديد من التجاوزات الأخلاقية في الإعلان عن منتج مجهول، وربما الغش على المتابعين لتسويق المتردية والنطيحة من المنتجات.
مهنة «الذواق» تحولت لبئر لا ينضب من العائد المادي المجزي، فكل ما يحتاجه الراغب بالعمل حساب على انستغرام أو سناب شات، وعرض الطعام مع كتابة بعض العبارات المشجعة للشراء والتجربة، أو نشر فيديو للمطعم حتى دون عناء الزيارة، فالمعلن قد يتكفل بالتصوير الاحترافي وما على «الذواق» الوهمي سوى النشر، وكسب مئات الآلاف من الريالات، دون تنظيم أو مساءلة من الجهة المعنية بوزارة الإعلام، أو وزارة التجارة عن مصداقية ونزاهة ما يعرض على الجمهور.
حال مشاهير الإعلانات مع الجهات المسؤولة تلخصها العبارة التالية «دعهم في غيهم يشطحون»، دون اهتمام بالظاهرة وخطورتها على المستهلك، أو مستقبل الإعلان عبر وسائل الإعلام المرخصة.