حمّاد السالمي
- لن أتحدث عن قطر الدولة العربية العضو المؤسس في مجلس التعاون الخليجي. ما حجمها..؟ وما تأثيرها..؟ وماذا تملك من قوة سياسية واقتصادية في منطقتها وفي العالم أجمع..؟
- قطر هي قطر؛ حتى ولو طارت..! عربية إسلامية خليجية، بحكم الجغرافيا والتاريخ والنسيج البشري الذي يوحد أبناء الجزيرة العربية والخليج في المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعُمان وقطر. الظِّفر لا يخرج من لحمه طال الزمن أم قصر. الشعب القطري؛ سوف يظل كما عرفناه في قرابته وأخوته وعروبته التي ترفض العمالة والخيانة والغدر على حساب الجار، لا للغرب ولا للشرق. لا لدولة إسرائيل، ولا للصفوية الإيرانية التي تكن وتظهر العداء للعرب جمعاء؛ منذ فجرهم الأول وحتى اليوم وإلى يوم القيامة.
- لكن.. ماذا يجري في قطر..؟ ما هذه السلوكيات الفظة التي أقدم عليها أمير قطر الشيخ: (تميم بن حمد آل ثاني)..؟ تجاه جيرانه في منطقة الخليج العربي، وإخوانه في عدد من الدول العربية. سلوكيات شاذة؛ لا تمت بأية صلة لأية لباقة أو سياسة، ولا حتى لأخلاق الرجال وشيم العرب، الذي ينتمي إليهم ويتسنم قيادة شعب عربي مسلم أصيل في منطقة ملتهبة باستمرار، لا تحتمل المزيد من الأزمات السياسية.
- نحن نعرف جيدًا منذ اليوم الذي انقلب فيه الابن (حمد بن خليفة آل ثاني) على والده الأمير (خليفة بن حمد آل ثاني) رحمه الله، خلال وجوده خارج قطر، ليجلس هو مكانه على كرسي الحكم. نعرف أن العقلية السياسية التي أخذت تدير الحكم في قطر في عهدي الشيخين (حمد) وابنه (تميم)؛ عقلية مراهقة بامتياز، فلم تكبر ولم تنضج بما فيه الكفاية، وهذا (ربما)؛ ما جعل زعماء مجلس التعاون ينتظرون سنوات طوال على أمل أن يأتي يوم النضج السياسي القطري، ثم يصبرون كثيرًا على هذه الصبينة التي بدأت بمنصات إعلامية استفزازية، تجاوزت كل حدود المنطق والأخلاقي في التعاطي مع القضايا التي تمس مصير وأمن المملكة العربية السعودية تحديدًا، وشقيقاتها في مجلس التعاون، ثم تصل لعواصم محورية في المنطقة مثل: جمهورية مصر العربية، والأردن، وسورية، والعراق، وتسخر قطر أموال شعبها لمنظمات إرهابية، كالقاعدة، وداعش، وحزب الله، وحزب حماس، وتحتضن على أرضها جماعات الإسلام السياسي الإرهابية، بقيادة وإدارة (جماعة الإخوان المجرمين)، وكل هذه المنظمات والجماعات الإرهابية مجرمة ومحظورة دوليًا، وتتاجر بالدين والسياسة معًا، وتقتل الناس بدون ذنب، وتنشر الرعب والفوضى بين الشعوب العربية تحديدًا، بهدف الوصول للحكم لا غير، وثبت كل هذا؛ باعترافات منشورة ومرئية ومسموعة لأميري قطر الأب والابن (حمد وتميم)، وهذه الاعترافات التي ظهرت وبانت بشكل جلي، لم تكن خافية على المختصين والسياسيين قبل ذلك، ولا حتى على كثير من المتابعين الذين كانوا يرصدون تحركات المسئولين القطريين وسلوكهم السياسي والإعلامي طيلة سنوات خلت..!
- ما الذي جرى بالضبط؛ حتى يسعى أمير قطر الشيخ (تميم بن حمد)؛ إلى استفزاز إخوانه وجيرانه وأهله في المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، وغيرها؛ بعد القمم الثلاث التي عقدت بالرياض مباشرة، وكان هو مشاركاً فيها، ويظهر فرحًا مبتسمًا أمام الكاميرات..؟
- لماذا هذا الاستقواء علينا بقاعدة العديد الأميركية، وبعلاقاته الجيدة- كما قال- مع إسرائيل، وإيران، وحزب الله، وجماعة الإخوان المجرمين، وغيرهم..؟
- لماذا لم يفهم الشيخ تميم أثابه الله؛ أن أميركا اليوم غير أميركا الأمس، وأن قاعدة العديد؛ هي لحماية مصالح الولايات المتحدة لا قطر، التي تحتضن رموز الإرهاب، وتدعم منظماته وجماعاته في المنطقة العربية والعالم..؟
- لماذا لم يفهم الشيخ تميم هداه الله؛ أن القيادات الصفوية في طهران؛ ليست بهذا الغباء الذي يجعلها تركن لتودد وصداقة موعودة من شخص خان شعبه، وطعن في عروبته، وتنكر لجيرانه وأهله..؟ هل يؤمن جانب واحد بهذه الصفات الذميمة؛ حتى لو كان شيخ دولة اسمها قطر..؟!
- أظن- وبعض الظن ليس بإثم- أني لست وحدي من صُدم ودُهش لما وقع وحدث من أمير قطر في الأيام القليلة الفارطة. سألت نفسي مرات: هل جوبه أمير قطر في أروقة قمم الرياض بما أخرجه عن طوره، فاهتز واحتقن (السياسي المحنك تميم)..! حتى فرط السبحة بتصريحاته الفضيحة في وكالة أنباء قطر..؟!
- هل هناك ما نجهله وراء أكمة دوحة قطر، مما يمكن أن يكون تنافسًا على السلطة مثلًا..؟ وخلافات داخل الأسرة الحاكمة، ما يعني أن الشيخ تميم؛ لم يعد الحاكم القادر على إدارة دفة دولة تواجه اتهامات كبيرة وخطيرة بدعم الإرهاب وتمويل منظماته ومليشياته، وأنها كانت وما زالت تخطط لزعزعة استقرار الأوضاع في دول الجوار، وفي مصر ودول شمالي أفريقية، ولها صلاتها مع مليشيات الحشد في العراق، وداعش، وجماعات ارهابية في سورية، تتقدمها جبهة النصرة القاعدية (دفش)..؟
- اللعبة تغيرت في المنطقة، والمزاجية الدولية اليوم غيرها بالأمس، والأدوار تبدلت، والكلمة الفصل اليوم هي للكبار يا (شيخ تميم) أمير دولة قطر.
- بودي أن أهمس في أذن (الشيخ تميم)، ووالده (الشيخ حمد)، وأهنئهما ودولتهما العظمية قطر؛ على هذا النجاح العظيم الذي برز للعالم أجمع، والمتمثل في تبنيها للشيء وضده في آن واحد، فقطر تناصر قضية فلسطين، ولها علاقات جيدة مع إسرائيل، وهي مع أحرار سورية، وفي الوقت نفسه مع إيران وبشار وجماعات الإرهاب هناك، وهي مع أخواتها في مجلس التعاون، وفي الوقت نفسه؛ تخطط لنشر الفوضى بينهم، وهي مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد الإرهاب؛ وفي الوقت نفسه تحتضن رموز الإخوان المجرمين، وتدعم عملياتهم الإرهابية في كل مكان، وهي مع الشعوب العربية قاطبة، وفي الوقت ذاته؛ تمول إرهاب الإخوان ضد مصر، وتدعم حزب الله وحزب حماس، وتمول الجماعات المتقاتلة في ليبيا.
- من يملك القدرة على التوقيع على اتفاقات إقليمية، ومعاهدات دولية، ثم يلحس توقيعه قبل أن يجف حبره؛ يملك عبقرية خاصة لا تتوفر إلا في الشيخين الأميرين القطريين (تميم)، ووالده (حمد)..!
- ماذا وراء الأكَمَة القطرية..؟ إن غدًا لناظره قريب.