«الجزيرة» - سلطان المواش:
كشفت جمعيتا حماية المستهلك ومكافحة التدخين عن توجه لمقاضاة شركات التبغ العاملة بالسوق السعودية، وتبنت الجمعيتان في بيان أصدرتاه أمس بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ دعوة القطاعات الحكومية المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة، وهيئة المحامين، وجمعية قضا لتفعيل مقاضاة شركات التبغ، والاستعانة ببيوت الخبرة العالمية للعمل لتفعيل المقاضاة مع الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة والتي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وثمَّن البيان دور حكومة خادم الحرمين الشريفين في مكافحة التبغ، حيث تشهد المملكة حالياً تطوراً غير مسبوق في هذا الجانب، حيث تم إصدار نظام مكافحة التبغ، وتضمين مكافحة التبغ من خلال رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني، كما تم إقرار الضريبة الانتقائية على منتجات التبغ، ووقد طالب البيان بتخصيص جزء منها لتمويل برامج تعزيز الصحة لدى جمعيات مكافحة التبغ.
وأشادت الجمعيتان بدور القطاعات الحكومية التي تعمل في مجال الحد من تعاطي التبغ، ويأتي في مقدمتها وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة التبغ وبرنامج مكافحة التدخين، وكذلك القطاعات الصحية الأخرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية والجمعيات الأهلية واللجنة التنسيقية لجمعيات مكافحة التدخين.
وأضاف البيان: رغم تقدم مكافحة التبغ في المملكة، فلا يزال المجال واسعاً لتحقيق مزيد من الأهداف والحد من الإعاقات والوفيات الناجمة عن التبغ. حيث ترى الجمعيتان أن تعاطي التبغ لا يزال يمثل أحد أهم تحديات التنمية وتعزيز الصحة في المملكة، ويعد أحد أهم مسببات الوفيات والعجز في المجتمع السعودي، واستنزاف الخدمات العلاجية في المملكة.
وأشار البيان إلى أن تعاطي التبغ يكبِّد الاقتصادات الوطنية تكاليف هائلة، بزيادة تكلفة الرعاية الصحية وخفض الإنتاجية، كما يؤدي إلى تفاقم الفقر، حيث يتراجع إنفاق الأشخاص الأشد فقراً على الضروريات مثل الغذاء والتعليم والرعاية الصحية. ويحدث نحو 80% من الوفيات المبكرة الناجمة عن تعاطي التبغ في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل.
ورأت الجمعيتان أنه وفي ظل رؤية2030، التي تسعى إلى تطوير التنمية في المملكة ومواجهة التحديات الاقتصادية، فهناك صلة ما بين مكافحة التبغ وتعزيز التنمية المستدامة، من خلال الحد من الضرر الصحي الناجم عن تعاطي التبغ، وكذلك النمو الاقتصادي والاجتماعي والحد من الإضرار بالبيئة.
وأوصى البيان بإعطاء مزيد من الأولوية لمواجهة آفة التدخين لدى القطاعات المعنية، ومساندة جهود وزارة الصحة، ووضعها في صلب الأجندة من أجل تعزيز الصحة العامة في المملكة، مما يسهم في تخفيف العبء العلاجي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي لأضرارها. خصوصاً في ظل رؤية 2030 والتي تستهدف زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عاماً.
كما جاء من ضمن التوصيات دعوة القطاعات الحكومية والخاصة إلى تطبيق نظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية، وعدم التراخي في ذلك. كما دعا البيان الجمعيات ذات العلاقة بمكافحة التبغ إلى مزيد من التنسيق والشراكة من أجل الإسهام في تطبيق هذا النظام وتعزيز أدوارها في ذلك. كما شدد على ضرورة تجاوب المواطنين والمقيمين مع النظام والإبلاغ عن أي مخالفات له، ومن ذلك مخالفات التدخين في الأماكن العامة، كالأسواق والمطاعم ومواقع العمل والمطارات وغيرها.
ودعا البيان وزارة الصحة، وبمشاركة القطاعات المعنية، وفي مقدمتها وزارة التعليم، إلى تبني برنامج وطني متكامل للتوعية بمكافحة التبغ تحت مظلة برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة، ودعمه بالموارد الكافية، على أن يشمل استهداف شرائح محددة في المجتمع، منها طلبة وطالبات المدارس والجامعات، وفق منظومة متكاملة تعمل استناداً للبراهين العلمية وأفضل الممارسات العالمية.
وقالت الجمعيتنان إنهما تنظران بمزيد من القلق تجاه تطبيق الجهات المعنية للائحة الفنية الخليجية الخاصة ببطاقات منتجات التبغ، والمتضمنة وضع صور وتحذيرات صحية على علب السجائر ومنتجات التبغ. فوضع الصور التحذيرية لم يتم بالصورة المبتغاة منها، نتيجة ضعف المحتوى البصري لها، وهو ما أفقدها أهميتها وتأثيرها، ودعا البيان إلى ضرورة مراجعة تلك الصور واستبدالها بما يضمن تأثيرها على المتلقي.
وطالب البيان القطاعات الحكومية المعنية بالعمل على فرض «التغليف البسيط» على عبوات السجائر، حيث يمثل تدخلاً فعالاً للحد من الطلب على التبغ، ويحفز عزم المدخنين على الإقلاع، ويقلل من جاذبية منتجات التبغ، خصوصاً أن المملكة من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية الإطارية العالمية بشأن مكافحة التبغ، والتي توصي بفرض التغليف البسيط على كافة منتجات التبغ.
وأبدت الجمعيتان تطلعهما من القطاعات المعنية في المملكة بالعمل على تعزيز جهودها المناوئة لتدخل دوائر صناعة التبغ في التأثير على الأنظمة واللوائح الخليجية الموحدة المتعلقة بمكافحة التبغ، بما في ذلك الصور التحذيرية على علب السجائر. وفي ختام البيان أعلنت جمعيتا «نقاء» وحماية المستهلك أنهما ستقفان سداً منيعاً أمام هذه الآفة وستأخذان على عاتقهما التعاون البناء والمميز للحيلولة دون انتشار هذه الظاهر.