جاسر عبدالعزيز الجاسر
اعتدنا نحن أبناء مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر على قراءة اسم الأستاذ مطلق عبدالله المطلق بـ»ترويسة» جريدة الجزيرة، خلفاً للسفير عبدالله السديري، بعد فترة وجيزة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة. وقد تسلم الأستاذ المطلق «الجزيرة» وهي تعتلي القمة في منظومة الصحافة السعودية، وفي العمل الإبداعي والمهني، وحتى في صناعة الطباعة والنشر، يعد الحفاظ على المكانة والتربع على القمة من أصعب المهام وأكثرها تعقيداً، وكم من مؤسسات هوت وتراجعت بعد تغير إداراتها، إلا أن الأستاذ مطلق المطلق ورفاقه من أعضاء مجلس الإدارة لم يكتفوا بالحفاظ على القمة، بل عملوا وسعوا بجد إلى تطوير وتحسين مستوى المؤسسة، فنهضوا بالمطبوعة «جريدة الجزيرة» في ظل توفير كل ما يطلبه جهاز التحرير، بوضوح وتناغم وتفاهم بل يمكن وصفه بالحب والصداقة والمودة بين رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، فانعكس ذلك على مستوى جريدة الجزيرة، تحريراً وشكلاً وطباعة مما أدى إلى ارتفاع أرقام التوزيع، وزيادة أرباح المؤسسة لينعكس ذلك إيجابياً على أوضاعها، فتم جلب مطبعة متطورة هي الأفضل ليس في المملكة، بل في المنطقة، إذ تحوي إمكانيات، وقدرات فنية، وطباعية سواء في عدد الصفحات الملونة، وتقديم ألوان متعددة ومبهرة، وبأشكال مبتكرة، وهذا التطور دعم إقبال المعلنين على نشر إعلاناتهم في جريدة الجزيرة، وإن لازالت الحاجة قائمة للتعريف بالإمكانات والقدرات التي تمتلكها مطبعة الجزيرة والتي لم يستغلها تماماً المعلنون وأصحاب الشركات والمؤسسات التي تسعى للتعريف بما تنتجه وما توزعه من بضائع وخدمات.
الأستاذ مطلق بن عبدالله المطلق عرفته منذ أكثر من أربعين عاماً، رجل أعمال مثقف، مبتسم دائماً ينسج علاقات طيبة مع الجميع، متواضع في تعامله مع الناس لم أشعر بأي كبر أو تباهي دائماً يستقبلك بالتحية والابتسامة تعلو محياه. مثل هذا الرجل لا أعتقد أن هناك من يعاديه بل وحتى يختلف معه، فهو حريص على احترام وجهة نظر الآخرين.
الأستاذ مطلق المطلق وبعد عقود من خدمة الثقافة والإعلام في المملكة عبر رئاسته لمجلس إدارة مؤسسة الجزيرة فضّل الترجل عن كرسي رئاسة مجلس إدارة الجزيرة بعد أن قدم الكثير والكثير للجزيرة وأبنائها وهو إن ترجل عن كرسي الرئاسة إلا أنه سيظل معنا، ومع الجزيرة وأبنائها عضواً في الجمعية العمومية وأحد ملاّك مؤسسة الجزيرة، ومثله لا يبخل برأي أو المشاركة في خدمة الجزيرة وأبنائها، فالأستاذ المطلق هو من عينة تلكم الرجال الذين لا يكلون ولا يتوقفون عن خدمة الآخرين، فما بالك بخدمة من قضى معهم أكثر من نصف عمره الذي نبتهل إلى الله أن يطول به سنداً للطيبين من أمثاله الذي قل أن يجود الزمن بمثلهم بعد أن أكرمه الله بالعديد من السجايا، سجاياه الكثيرة التي تعجز عن تعدادها، بدءاً من طيبته، وتواضعه، وابتسامته الدائمة، وحبه للآخرين، وعمله الصامت دون أي محاولة للظهور.
ذلك مطلق عبدالله المطلق الذي ترجل عن كرسي رئاسة مجلس إدارة الجزيرة إلا أنه لم ولن يترجل عن قلوبنا وعقولنا التي تحتفظ بالود والحب لهذا الرجل الطيب.