د. عبدالرحمن الشلاش
لأن «لو» حرف شرط غير جازم يفيد التعليق في الماضي أو المستقبل، ويستعمل في الامتناع، أو غير الإمكان، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط لذلك صغت عبارة «لو صدقت قطر» عنوانا لهذه المقالة على اعتبار أنها لن تصدق وفقا للمعطيات الموجودة والتي نشاهدها صورا ومقاطع، ونسمعها تصريحات وبيانات وتعليقات.
ولأننا نتناول موضوعا على درجة كبيرة جدا من الأهمية يتعلق بعلاقات بين دول شقيقة ترتبط ببعض دينيا وتاريخيا ولغويا ومن خلال منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإن شذوذ أي دولة من الدول الست بممارسات وسلوكيات بعيدة عن أهداف المجلس سيحدث شروخا تزيد من التصدع والتباعد، وستتيح للعدو المتربص فرصة ثمينة وعلى طبق من ذهب ظل ينتظرها من سنوات طويلة!
و لأن قطر ظلت ومن سنوات تصرح بما يؤكد حسن نواياها بينما تضمر النوايا المريبة فإنها اليوم مطالبة بما يثبت صدقها فعلا لا قولا التزاما بما نصت عليه أهداف المجلس الخليجي بدلا من أن تتحول إلى خنجر مسموم يطعن في خواصر الأشقاء !
لذلك لو صدقت قطر فإن عليها أن تعيد النظر في سياساتها الإعلامية المتمثلة في قناة الجزيرة وما تبثه من مواد برامجية معادية بوجه خاص للمملكة العربية السعودية بينما تجبن أن تنتقد المشيخة القطرية بكلمة واحدة فأين المهنية الإعلامية التي تدعيها ؟ وهي قناة تعمل في إطار المنهج الإخواني العفن الذي ترعاه إمارة قطر وتدعمه من خلال تلك القناة بل إنها وخلال سنوات استقطبت معظم رموز الإخوان وأذنابهم ومنحتهم برامج ينفثون من خلالها سمومهم والإسقاط على المملكة بشكل خاص بطرح مريض ومازالت مقاطع الفيديو موجودة وكل مقطع يدين قناة الدولة، أو دولة القناة!
لو صدقت قطر في حرصها على علاقاتها مع أشقائها وجيرانها فعليها أن تتخلى عن هذا الفكر الاخواني أو على الأقل تتعامل معه كما تتعامل مع بقية التيارات المخالفة له فلا تكون له ميزة على غيره.
لو صدقت قطر فعليها أن تتخلى عن دعمها للجماعات الإرهابية والمشبوهة، والثورات. عليها أن تعيد النظر في طبيعة علاقاتها الحميمية بالعدو الفارسي أيران ! فكيف تمد يديها لعدو توسعي احتل الجزر الإماراتية وتدخل في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومازال يوظف عملائه في البحرين الشقيقة!
لو صدقت قطر عليها أن تعيد ترتيب الأوراق بما يخدم علاقاتها مع الجيران، وإلا فإنها في هذا المسار تقف مصطفة مع الأعداء وداعمة للإرهاب وهو نهج قد تدفع ثمنه غاليا في المستقبل القريب.