سأتحدث في هذه المقالة عن رمضان، وماذا عن ذلك الشهر الكريم من حضور في حياة الأمة الإسلامية وفي وجدان كل مسلم، فرمضان شهر ليس كباقي الشهور، له نكهته الخاصة فهو موسم فيه عبادة الصيام العظيمة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: ( قال اللَّه: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به... الحديث).
ومما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في ذلك (أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره) كما قال القرطبي رحمه الله: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث: (يدع شهوته من أجلي). وقال ابن الجوزي رحمه الله: جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ (يعني قد يخالطه شيء من الرياء) بخلاف الصوم.
ومن هنا تتضح لذوي الفطنة ما للصيام من خصوصية بين العبد وربه جل وعلا
وأن الحكمة من مشروعيته هي تقوى الله وقد قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى في آخر أية الصيام {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (لعلكم تتقون فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه، فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى).
نسأل الله لنا جميعاً بلوغ رمضان وصيامه وقيامه إيماناً واحتسابًا.. آمين.
** **
- جلاجل