على الرغم من كثرة عدد الجامعات في بلادنا وتواجدها في كل منطقة بل وفي بعض المحافظات المحتاجة في بعض المناطق الإدارية الواسعة كثيرة السكان إلا أنه لا تزال هناك حاجة لزيادة عدد الجامعات في بعض المناطق الواسعة والكثيرة السكان ومنها منطقة القصيم التي لا يوجد فيها سوى جامعة واحدة تظم أكثر من 45 كلية موزعة على مختلف المحافظات ومعظمها من نوع كليات العلوم الإدارية أما الكليات النوعية فمحصورة تقريباً في مقر الجامعة يأتيها الطلاب والطالبات من محتلف أنحاء المنطقة ومن مسافات بعيدة وعبر طرق تعج بالحركة والحوادث المرورية الجسيمة التي راح ضحيتها الكثير من الأرواح البريئة يحدث هذا مع أن القصيم بمساحتها الواسعة التي تقدر بنحو 600 كم من الشرق إلى الغرب وكثافة سكانها مصنفة في عداد المناطق المحتاجة لأكثر من جامعة والمحافظة المرشحة لتكون مقراً لهذه الجامعة هي محافظة الرس للاعتبارات والضوابط التالية:
1- محافظة الرس هي المحافظة الرئيسية الأكثر بعداً عن مقر الجامعة الحالية والأقرب إلى غرب القصيم ووجود جامعة في محافظة الرس يخدم الطلاب والطالبات في هذا الجزء الواسع من المنطقة بكل ما يحتويه من المحافظات الصغيرة والمدن الناشئة والقرى والتجمعات السكنية.
2- حاجة القصيم إلى جامعة ثانية يكون مقرها محافظة الرس مهم لتنمية غرب القصيم الذي لا يزال بحاجة إلى المزيد من أسباب التنمية وفي مقدمتها الجامعة ومهم لتنمية المثلث الجغرافي الواقع بين المناطق الإدارية الثلاث (حائل - القصيم - المدينة المنورة) وهذا ما أكد عليه عدد من كبار كتاب منطقة القصيم ومنهم الدكتور عبدالعزيز الجارالله أحد كتاب الجزيرة البارزين في زاويته الخاصة بتاريخ 12 و15 محرم من العام الهجري 1433هـ.
3- وجود جامعة ثانية في المنطقة يخفف الضغط الحاصل على الجامعة الحالية البعيدة عن بعض الكليات التابعة لها بمئات الكيلومترات.. ويحسن أداء الجامعة في كافة المهام والمسؤوليات المناطة بها.
4- كثير من الكليات التي سوف تتكون منها الجامعة المطلوبة موجودة حالياً في نطاق خدماها وكل الذي يلزم هو نقل تبعية هذه الكليات من الجامعة الحالية إلى الجامعة المطلوب استحداثها والتي عليها أن تتولى تطوير هذه الكليات والعمل تدريجياً على استكمال ما يلزمها من الكليات النوعية غير المتوفرة في نطاق خدماتها مثل كلية الطب.
5- اهتمام الأهالي بإنشاء جامعة في محافظتهم قديم وقد تقدموا بطلب إنشاء هذه الجامعة إلى طيب الذكر الملك عبدالله -طيب الله ثراه- وأرفقوا بالطلب رسماً جغرافياً لنطاق خدمات الجامعة المطلوبة وما يحتوي عليه من المحافظات والمدن الناشئة والقرى التي سوف تخدمها هذه الجامعة فقال يرحمه الله بالحرف الواحد «هذه عبارة عن منطقة أبشروا يا أهل الرس بما يسركم» ووجه يرحمه الله مسؤولي التعليم العالي في ذلك الوقت باتخاذ اللازم لكنهم -هداهم الله- تأخروا عن اتخاذ اللازم إلى يومنا هذا. لكن اهتمام الأهالي بهذه الجامعة لم يتوقف وهم يتابعون ذلك من خلال وجهاء بعض الأسر ومنها أسرة المالك ونخص منهم الشيخ منصور المالك وأسرة العساف ونخص منهم ماجد العساف وكيل المحافظة سابقاً وأسرة العواجي ونخص الدكتور إبراهيم محمد العواجي الذي يحمل ملف هذه الجامعة بكلتي يديه. أما دورنا نحن فهو الدعاء لهم بالتوفيق وأن يكثر الله من أمثالهم من المهتمين بالمصلحة العامة على مستوى الوطن، فالوطن الذي لا نغليه لا نستحق العيش فيه.
6- هذه الجامعة واحدة من مشروعات تطويرية تحتاجها المنطقة وينتظر أهل القصيم تحقيقها على يد أميرها المحبوب ومنها المدينة الاقتصادية وجلب مياه التحلية وتأهيل وادي الرمة ليكون متنزها فريداً من نوعه على مستوى المناطق وغيرها من المشروعات التي ترتقي إلى مستوى طموحه بجعل القصيم ملكة جمال المناطق. وقد أشرت في كتابة سابقة إلى بعض هذه المشروعات التي تنتظر التحقيق على يد سموه. وعقب حفظه الله بخطاب شكر اعتزت بنشرته «الجزيرة» بتاريخ 10 شعبان 1438هـ.
أرجو أن تجد حاجة القصيم إلى هذه الجامعة ما تستحقه من اهتمام معالي وزير التعليم ضمن جهود الوزارة للتفاعل بإيجابية مع برنامج التحول الوطني ومع الرؤية المستقبلية للمملكة 2030 المحفوفة بعناية الرحمن في دولة الأمن والإيمان بقيادة الملك سلمان درة هذا الزمان ونائبيه المبجلين.
** **
- الرس