سعد الدوسري
الذين شاهدوا المقاطع المتلفزة لزيارة الرئيس الأمريكي للرياض، تساءلوا:
- أيش هذا؟!
هم لم يعتادوا على مثل هذا الإبداع اللافت، في التغطيات التلفزيونية للزيارات الدبلوماسية المشابهة. في الغالب تكون هناك كاميرات أمام الشخصيات، ترصد وصولهم ومراسم استقبالهم واجتماعاتهم ومن ثم مغادرتهم. لكن ما شاهدوه مختلف تماماً. اللقطات مدهشة، الزوايا خطيرة، الإخراج مدهش.
- هذا شغل سينما.
في الواقع هو كذلك. إنه نتاج مجموعة من شبابنا صناع الأفلام وصناع الفوتوغرافيا، الذين ظلوا خلال السنوات الأخيرة، يعملون بصمت، ويشاركون في مهرجانات عالمية، ويحظون بالتقدير. وحين كنا نحتفي بهم في مقالاتنا وتغريداتنا، كنا نُواجهُ بسيلٍ من الاتهامات المثيرة للشفقة؛ أقول الشفقة، لأن من يطلق الاتهامات، لا يعي ما يقول، إنما يكرر آراء أولئك الظلاميين، الذين يحاولون أن يقفوا ضد كل صناعةٍ للنور وللحياة وللبهجة.
ومع معرفتي بأسماء الشباب الذين كانوا وراء ذلك الإنجاز الفني، إلا أنني سأكتفي بالإشارة إلى الفارق النوعي بين ما كنا نراه في المناسبات الماضية، وما رأيناه في هذه المناسبة. فلعل تلك الإشارة، تقود مسؤولينا للاعتماد على شبابنا وشاباتنا، وعدم الاستعانة بالأجانب «المكلفين جداً»، والأقل من عاديين.
القول السائد في المقارنة بين شبابنا وبين الأجانب المكلفين جداً، أن شبابنا تنقصهم الخبرة. والواقع أثبت العكس. فمع صغر سنهم، إلا أنهم أدهشوا العالم كله. فالشكر للوطن الذي أتاح لهم فرصة التحدي، والشكر لهم لأنهم لم يخيبوا ظنه.