د. ناهد باشطح
فاصلة:
(العمل الإنساني إنْ لم يخرج من القلب فإنّ إتقانه صعب)
-نوال الصوفي-
ماذا يعني أن تصنع أملاً للآخرين ؟
هذه الصناعة لا يتقنها الجميع ولا يستطيع أن يتقنها إلاّ الذين يتمتعون بقدرة فائقة على العطاء اللامشروط ..
«نوال الصوفي» الفتاة المغربية التي فازت بجائزة برنامج صنّاع الأمل -ومن ثم أعلن حاكم دبي فوز الأربعة المتبقيين -، لفتت نظري منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها الحديث عن جهودها في صناعة أمل المهاجرين السوريين، ومساهمتها في إنقاذ آلاف السوريين المهددين بالموت غرقاً في البحار.
فتاة عربية لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها، لكنها بدأت منذ عمر الرابعة عشرة في مساعدة المشردين، من الإيطاليين والمهاجرين المغاربة، بغضّ النظر عن دينهم أو لغتهم وانتمائهم.
حياتها عبارة عن السعي لمساعدة الآخرين وليست أي مساعدة بسيطة بل تقدم لهم الأمل بحياة أفضل ..
أدخلت إلى حمص الأدوية في وقت صعب وسافرت إلى حلب لنقل صورة عن معاناة الشعب السوري.
نذرت نفسها لمساعدة السوريين المهاجرين عبر قوارب الموت إلى أوربا، فقد كان يعاني المهاجرون عندما يتصلون بخفر السواحل أو الصليب الأحمر من اختلاف اللغة وبالتالي تتفاقم مشكلتهم، وكانت نوال هي قارب النجاة لهم في التفاهم مع خفر السواحل وحل جميع مشكلاتهم ..
أن تساعد مهاجراً من بلده فهو عمل عظيم، فكيف أن كنت تنقذه من الموت وتوفر له الحياة الكريمة ..
برنامج صنّاع الأمل لا يسعدنا بالاطلاع على قصص إنسانية لأشخاص مميزين، بل هو شهادة تاريخية لجنود اختارهم الله ليكونوا خليفته في الإنسانية والخير والسلام .
ورغم كل ما قدموه للناس المحتاجين إلى أمل، لكنهم لا يتباهون به ولا يشعرون أنهم قدموا شيئاً عظيماً، لأنّ الله منحهم الوعي الذي يرفع من مستوى إنسانيتهم.