هاني سالم مسهور
لم نعرف في العالم العربي سيطرة لجماعة الإخوان المسلمين غير وصولهم لمدة عام واحد في مصر، وتمثلت بقية تجاربهم باستحواذ جزئي على سلطات حكم في عدة دول، وتمتاز هذه الجماعة بممارسة الابتزاز السياسي لتحقيق مكتسبات سياسية أو مالية، فالمبدأ لدى جماعة الإخوان ينطلق من الابتزاز، وتبدو الحالة في عدن مثالاً على الدناءة التي تستخدمها الجماعة في تمرير مشاريعها وأهدافها.
بعد تحرير عدن في صيف 2015م كان من المهم أن تظهر المدينة بأنها أنموذج يمثل نجاح الشرعية في إدارة المناطق المحررة، ولذلك وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة برامج تنموية لمعالجة وضع المدينة في مختلف القطاعات الصحية والخدماتية والتعليمية، وكان جهود الحكومة بعد التحرير تحاول إنعاش مدينة عدن كرمز للعواصم العربية المحررة من قبضة المشروع الإيراني، وهو ما تم لاحقاً التوافق عليه في مجلس التعاون الخليجي، فبحسب وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح الذي قال لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) حينها أن الاجتماع أقر توزيع القطاعات الاقتصادية على الإمارات، والتعليم والكهرباء على قطر، والغذاء على الكويت، على أن يكون مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية شريكاً أساسياً وفاعلاً في جميع القطاعات.
توغلت القوى الإخوانية، وفتحت قطر أبوابها للمحسوبين على جماعة الإخوان، استلم العديد منهم منازل سكنية في الدوحة واسطنبول وأنقرة، استحوذ شيوخ من القبائل اليمنية المحسوبين على الإصلاح على أبراج عالية داخل قطر، والهدف كان تمرير كل المناقصات لمصلحة الشركات والمؤسسات التابعة للمنتمين لحزب الإصلاح اليمني، ولم يكن الهدف من ذلك إنجاح الخطط التي رسمها مجلس التعاون الخليجي بل هناك أهداف أخرى . عملت القوى الإخوانية على تجميد جبهات القتال في كل المحاور، ولم يجد التحالف العربي لكسر الجمود العسكري غير الاستعانة بالمقاومة الجنوبية وهذا ما حدث في تحرير باب المندب والمّخا والتقدم نحو الحديدة، كما تم الاستعانة بكتيبة الحضارم وغيرها من الكتائب الجنوبية للتوغل في معقل الحوثيين محافظة صعّدة، وكذلك جبهة تعز وحصار معسكر خالد، كل هذا يحدث بينما كانت القوى المحسوبة على قطر تمارس الابتزاز لسكان المناطق المحررة، عبر صفقات فاسدة أوقعت الناس في مأساة كبيرة. وفيما أصبحت عدن مثالاً لتردي الخدمات بسبب انقطاع الكهرباء عنها وطفح الصرف الصحي في شوارعها، وتراجع الخدمات الطبية لأدنى مستوياتها، كان كل هذا يحدث بإشراف قطري فهي التي أبرمت اتفاقاً على تقديم مساعدة بقدرة 60 ميجاوات لمحطة الحسوة الكهرو- حرارية في منطقة البريقة، غير أنها لم تكن سوى عملية ابتزاز سخرتها قطر للضغط على أهالي عدن لتحقيق مكاسب حزبية لمصلحة أذرعها في اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح. لم تنته فصول كهرباء عدن على الرغم من أن رئيس الوزراء قام بافتتاح التوسعة القطرية المستأجرة، ومازالت عدن تعيش في أيام شهر رمضان العطش والقهر السياسي القطري، هذه واحدة من نماذج كثيرة يمارسها القطريون من عمليات الابتزاز ومحاولتها إظهار التقصير لدى التحالف العربي في إدارة المناطق المحررة، علماً بأن دولة قطر وعبر قناة الجزيرة تتعمد في كل نشرة من نشراتها استضافة العديد من أتباع حزب الإصلاح لتوجيه الاتهامات بالتقصير للسعودية والإمارات في تشويه لدورهما الإغاثي الذي لولا الله ثم جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي لهلك الناس عبر محاولة قطر تركيع عدن التي لم تركع لمن هو أكبر منها، أعني أنها قطعت يد الإيرانيين على ترابها ليصادق أهلها على قول صقر العرب الأمير محمد بن سلمان الذي قالها للعالم كله: (عدن خط أحمر).