«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
قال رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ حافظ محمد طاهر محمود الأشرفي: إن التقارب الذي تسعى إليه بعض الدول العربية مع إيران لا يخدم مصالح الأمة المسلمة، وإن هذا التقارب هو تقوية للمعسكر الإيراني المعتدي على حساب الشعوب المظلومة في سوريا والعراق واليمن وفلسطين. ولابد لهذه الدول التي تسعى لتقوية علاقاتها مع إيران التي تتدخل عسكرياً في هذا الدول وتحاول زعزعة استقرار دول أخرى كبلاد الحرمين الشريفين أن تضع في حسبانها مشاعر هذا الشعوب المظلومة التي تعرضت ولا تزال تتعرض للأذى من قبل الميليشيات الإيرانية.
وأكد أن أي دعم أو تعزيز للموقف والدور الإيراني في المنطقة ليس في صالح أي أحد لا من الحكومات ولا من الشعوب، فلا ينبغي الترحيب بالقيادات الإيرانية على الأراضي الإيرانية تحت أي مسمى ولا ينبغي استقبالهم على موائد الإفطار بوجه طلق وهم لا تزال أيديهم تقطر من دماء أهل الشام واليمن والعراق.
وأضاف الشيخ أشرفي أن الخلافات بين دول الخليج العربي تدمي قلوب المسلمين وتحزن من كان في قلبه ذرة إيمان لأنها تعزز الموقف الإيراني على حساب قضايا الشعوب المضطهدة وشدد أنه لابد على المملكة وقطر الترفع عن هذا الخلافات وحل القضايا الإشكالية بالحوار الأخوي والجلوس على طاولة واحدة لإسعاد قلوب المسلمين والقضاء على أحلام أعداء الإسلام بزرع بذور الفتنة بين الدول الشقيقة. وأعرب رئيس مجلس علماء باكستان أن تمر هذه الأزمة مروراً عابراً وأن لا تحقق الدول المتربصة بالمسلمين ما تصبو إليه.
وأضاف الأشرفي بأن الوقت حان لتقف الأمة صفاً واحد ضد التطرف والإرهاب، وإن تعهد الدول الإسلامية في مؤتمر الرياض بمكافحة الإرهاب أمر تستحق المملكة العربية السعودية الشكر عليه. إن الإسلام بريء من قتل المدنيين والأبرياء وإننا ندين الهجوم الذي وقع في مانشستر، وقد تم تأسيس الاتحاد العسكري الإسلام لمكافحة الإرهاب وليس موجهاً ضد إيران، وأما بالنسبة لإعدام الجاسوس الهندي في باكستان (كل بهوشن) فيجب أن يكون القرار حاسماً لا يحتمل النقاش، حسبما صرحت مختلف قيادات الجماعات والأحزاب الدينية في «مؤتمر وحدة الأمة» الذي عقد في نادي الصحفيين في مدينة لاهور برعاية مجلس علماء باكستان وترأسه رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ الحافظ.
وقد أيد البيان الختامي المشترك القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض بهدف مكافحة الإرهاب والتطرف، وقد أبدت قيادات 56 دولة إسلامية عزمهم على بذل جميع الجهود اللازمة لاستئصال الإرهاب والتطرف وهو ما يعبر عن تطلعات الشعوب الإسلامية، وقد حاولت القيادة السعودية تغيير وجهة النظر الأمريكية بخصوص مكافحة الإرهاب بما يتوافق مع تطلعات الأمة الإسلامية. وقد أدان المؤتمر الهجوم الانتحاري الذي وقع في مانشستر، وأكدوا أن الإسلام برئ من هذه الأفعال، وإن الإسلام والمسلمين لا يقبلون بقتل الأبرياء بغير حق وإن من يفعل ذلك عدو للإسلام والمسلمين.
كما أكد المؤتمر أن الاتحاد العسكري الإسلامي يهدف إلى مكافحة الإرهاب والتطرف وليس موجهاً ضد إيران، وكما أن إيران حرة في عقد اتفاقيات ومعاهدات مع روسيا الهند وأفغانستان فإن الدول العربية حرة أيضاً في تشكيل اتحاد لهم.
كما أشاد البيان بنجاح الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتغيير موقف إدارة ترمب، فقد تغيرت مواقف ترمب من القضية الفلسطينية ومن مصطلح «الإرهاب الإسلامي».
وطالب رئيس مجلس علماء باكستان أثناء خطابه إيران بالكف عن التدخل في شئون الدول العربية وقال أن تدخلات إيران هي السبب الأساسي للمصائب في الأمة الإسلامية، وطالب إيران بسلوك سبيل المفاوضات والانسحاب من سوريا والعراق واليمن.
وأضاف إن الدول العربية هي صديق حقيقي لباكستان في جميع الظروف بينما إيران ليست صادقة في ادعاءاتها، وأكد أن السياسة الخارجية الباكستانية ثابتة ولا يمكن أن تستجيب لأي ضغوط لصالح أي طرف. وقال أننا لا نسمح في باكستان بأي نوع من الطائفية والحقد المذهبي. وأكد أن على إيران أن تكف عن دعم الديكتاتور بشار الأسد الذي يقتل شعبه في سوريا ويهدم الدور والمساجد والمدارس فوق رؤوس الأطفال والأبرياء والعزل وشرد نصف شعبه واستخدم ضدهم جميع الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها السلاح الكيميائي.. وحث الدول الإسلامية على الاتحاد خلف القيادة السعودية لإيجاد حل للقضية السورية.
وصرح القيادي في جمعية أهل الحديث المركزي الشيخ ابتسام إلهي ظهير أن مكة المكرمة والمدينة المنورة هي مركز وحدة المسلمين وفيها أهم الأماكن المقدسة للمسلمين وإن باكستان مستعدة للدفاع عنها دائماً وأكد أن جميع الأحزاب والجماعات الدينية في باكستان متحدة ضد الإرهاب والتطرف.
وقال الأمين العام لجمعية علماء الإسلام السيد عاصم مخدوم أن الإسلام يلزم المسلمين بصيانة حقوق غير المسلمين كاملة، وإن الحقوق التي منحها الإسلام لغير المسلمين لا يمنحها أي دين لأتباع الديانات الأخرى.
وقال الأمين العام لمجلس علماء باكستان الشيخ عبدالحميد وتو: إن مجلس علماء باكستان يبذل كافة الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف، وقال إن تحويل الخلاف بين العرب وإيران إلى خلاف بين الشيعة والسنة هو وسيلة لتقسيم الأمة، وقال نائب رئيس وفاق المساجد الباكستانية الشيخ عبدالقيوم أن الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين هي مهمة جميع المسلمين وإن على جميع الأمة المسلمة أن تتحد لوضع حد للنوايا العدوانية ضد الدول العربية، وقال إن اتحاد 56 دولة خلف القيادة السعودية هي علامة من علامات وحدة الأمة.