سليمان الجعيلان
يُعدُّ لاعب نادي جوفنتس الإيطالي وحارس منتخب إيطاليا التاريخي جيجي بوفون صاحب الـ 39 ربيعاً من أعظم حراس المرمى في العالم ومن أساطير كرة القدم في إيطاليا، فقد سبق ان قاد منتخب بلاده لتحقيق بطولة كأس العالم عام 2006 وفاز بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم سنة 2012 ، فضلاً عن الإنجازات الشخصية الكبيرة والكثيرة في البطولات الإيطالية أو المنافسات الأوروبية هي من دوّنت ووثّقت اسمه بحروف من ذهب بتاريخ كرة القدم، وهي التي لم تمنعه من التعامل مع زملائه باحترافية وروح رياضية بعد أن حقق فريق جوفنتس في (17 مايو2017) كأس إيطاليا بالفوز على فريق لاتسيو بثنائية نظيفة، وذلك عندما رفض الحارس الأسطوري بوفون مزاحمة ومنافسة زملائه بالتتويج ورفع الكأس وفرض وجود الحارس الاحتياطي نيتو بالتواجد بالتتويج، لان نيتو شارك في المباراة كلاعب أساسي بينما بوفون كان متواجدا في دكة البدلاء في هذه المباراة!!..
وحقيقة شتان بين موقف الأسطورة الإيطالي جيجي بوفون الرياضي والاحترافي وبين تصرف لاعب فريق الهلال ياسر القحطاني النرجسي والأناني بعد نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وتحقيق الهلال بطولة كأس الملك أمام الأهلي، عندما اقتحم ياسر القحطاني منصة تتويج فريق الهلال في وسط الملعب مسرعاً، وأصر على رفع الكأس أولاً مع رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد متجاهلاً بقية زملائه ومدرب فريقه وأنهم الأحق والأجدر منه بالصعود لمنصة التتويج ورفع الكأس، ولاسيما أن ياسر كان خارج التشكيلة الأساسية والاحتياطية في تلك المباراة النهائية بسبب الإصابة، بل وقد صعد للمنصة الرئيسية واستلم الكأس من يد خادم الحرمين الشريفين كقائد وكابتن للفريق بكل أريحية واحترافية وروح رياضية من زملائه اللاعبين!!..
بصراحة لقد أصبحت هذه القضية الهلالية المربكة والمتكررة مثل كرة الثلج داخل فريق الهلال وبين بعض جمهور الهلال، وقد بات لزاماً على إدارة نادي الهلال أن تضع لها حدا، كما حصل عندما سارعت وبادرت إدارة نادي الهلال بإيقاف ومنع تلك الفوضى والعشوائية الحاصلة بين لاعبي الهلال بشأن حمل شارة القيادة والكابتنية في المباريات، وبعدما عالجت إدارة نادي الهلال تلك المشكلة بتنظيم وترتيب حمل شارة القيادة داخل الفريق بطريقة ذكية، لذلك على إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد أن تتعامل مع قضية أحقية التتويج بين لاعبي الهلال بطريقة احترافية، وان تعتمد أنظمتها وتدون ترتيباتها باللائحة الداخلية ولا تتركها للاجتهادات الشخصية خاصة أنها قد باتت مصدرا لزيادة الانقسام وتزايد الانشقاق بين الجماهير الهلالية!!.
الهلال بين الاستفزاز والاستمرار
لن أبالغ لو قلت إن مباراة الهلال أمام استقلال خوزستان في البطولة الأسيوية الأسبوع الماضي كانت من المباريات المستفزة عند المشجع الهلالي والجمهور السعودي بسبب عدم مبالاة بعض لاعبي الهلال وتفنن البعض الاخر منهم في إضاعة الفرص السهلة بطريقة مستفزة، كاد أن يدفع فريق الهلال ثمنها غالياً بعد أن هدد لاعبو استقلال خوزستان مرمى الهلال في الأوقات الأخيرة من المباراة!!..
ما حدث في ذهاب مباراة الهلال أمام استقلال خوزستان وما آلت إليه نتيجة المباراة والاكتفاء بهدفين غير مريحين لمباراة الإياب يتحمله بعض لاعبي الهلال الذين أحرجوا أنفسهم وأربكوا خطة مدربهم، وأزَّموا موقف فريقهم في مباراة الرد في الدوحة بعد غد الثلاثاء والتي لا تحتمل أي نتيجة سلبية وتتطلب اللعب بجدية لضمان تأهل الهلال لدور الـ 8 في البطولة الأسيوية والاستمرار في المنافسة القارية!!..
باختصار لاعبو الهلال مطالبون بالمزيد من العطاء وبذل الجهد واللعب بجدية داخل الملعب وأمام مرمى فريق استقلال خوزستان؛ لتحقيق الفوز أولاً وضمان التأهل ثانياً وإنهاء الموسم الرياضي ثالثاً بطريقة تليق بما قدمته إدارة نادي الهلال من جهود إدارية كبيرة لتجهيز الفريق إدارياً، وبما عمله مدرب فريق الهلال من تحضيرات تدريبية لتقوية الفريق فنياً وبما سطره جمهور الهلال من كثافة الحضور جمال التشجيع في مباريات الهلال حتى بات فخر الرياضة السعودية ومفخرة القارة الآسيوية!!.
منتخب الشباب يستحق أكثر
من المؤسف أن العشوائية الإدارية والمجاملة الفنية في الرياضة السعودية قد لحقت وأصابت ووصلت حتى لمنتخبنا الشاب في سوء استعداداته وضعف برنامج تحضيراته قبل مشاركته في نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية والتي أثبتت أن المنتخب السعودي الشاب وقع ضحية لخذلان إداري وضعف فني!!..
وما نتمناه لهذا المنتخب الشاب في هذه المشاركة العالمية هو أن يتجاوز ظروفه الصعبة ويتغلب على مشاكله الإدارية والفنية ويمضي بعيداً للأدوار المتقدمة حتى وان كانت باجتهادات بعض لاعبيه المهارية وروحهم العالية والتي أنقذته من خسارة قاسية في المباراة الأولى ونتيجة عكسية في المباراة الثانية لولا تعملق حارس مرماه أمين بخاري وتألق هدافه فهد اليامي!!..
حقيقة من الواضح أن منتخبنا الشاب يضم مواهب ولاعبين على درجة عالية من الكفاءة الفنية ولكن يعاني من التقصير الإداري والضعف الفني، لذلك أقول لاتحاد عادل عزت هذا المنتخب يستحق اهتماما أكثر وأكبر لأنه نواة المنتخب الأول في المشاركات القارية والعالمية القادمة ومن أهم مسؤولياتكم الاعتناء به المحافظة عليه قبل فوات الأوان!!.
خاتمة : أتقدم للجميع بأجمل التهاني وأحلى الأماني بحلول شهر رمضان المبارك، واسأل الله لي ولكم العون والتوفيق لصيامه وقيامه إيماناً واحتساباً.