طفولتي مليئة بالتأملات، لم يكن لدي أصدقاء أشاركهم قضاء الوقت في لعب يشغلني عن الواقع المحيط.
لم تغفل عيناي عن سقطات من حولي، أخوتي الكبار، أقاربي، معلماتي...
صمتي الدائم وعدم انشغالي بحياة الأطفال أراني لمحات عن مستقبلي وواقع الحياة التي سأواجهها.
كبرت...
فلم أبك لفراق حبيب، ولم تجرحني خيانة صديقة، ولم يؤلمني إنهاء العلاقات، ولم تهز ثقتي بنفسي كلمات قاسية.
كبرت ولم تروقني نصائح أخوتي الكبار.
كبرت ولم يعنيني وصف زميلتي السخيف عن حياتها والرفاهية التي تعيشها.
كبرت ولم أطبق نصيحة أختي عن الحياة الزوجية.
كبرت ولم أهتم برأي أحدهم عني شكلا ومضمونا.
كبرت ولم أبك على ما أتمنى ولم يحصل.
كبرت ولم أصرخ أريد ذاك الشيء.
كبرت ولم ألتقط صورة لطعام أو مكان لأتباهى بها!
لكن..
كبرت وأصبحت أذهب لمحلات ألعاب الأطفال.
كبرت ثم أحببت اللعب أكثر من أي شيء آخر.
كبرت ثم أصبحت طفلة.
فيا طفلتي المدللة قد تأهبت لتكوني صديقتي في اللعب وننشغل عن الواقع المحيط، ولكن لا تغفلي كثيرا عما حولك.
... ... ...
أستاذة المهارات اللغوية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية