حاربنا الإرهاب وفكره، داخليا وخارجيا، عبر مؤسسات متخصصة وغير متخصصة، آخرها مركز اعتدال، والذي شهدت عليه دول عربية وصديقة وحليفة وإسلامية.
حاصرنا الإرهاب وجففنا منابعه، ومنذ نشأة الدولة السعودية والتشدد والتطرف وسفك الدماء محل اهتمام قيادة السعودية، ولكن ماذا عن المجرم السياسي؟!
يتحصن المجرم السياسي ببعده عن الإرهاب، ولا يسقط بيسر في يد العدل، ويستغل مذهبه وتوجهاته الخاصة، ويجد من يبرر له ومن يسوق له، عبر دعوات وتحزبات مختلفة، ولذا فمركز اعتدال، المعلن عنه، يستهدف التشدد والتطرف وليس الإرهاب فقط، والمواجهة متجددة مع التطرف.
عماد الإرهاب الجريمة السياسية، ومنذ سنوات كتبت عن الجريمة السياسية، وضرورة تحديد جرائمها بوضوح ودقة، كرفع علم دولة أخرى بدون تصريح، وبذلك يتم فصل قضايا الإرهاب عن جرائم السياسي، فدمج جرائم الإرهاب بقضايا التشدد والتطرف لم يعد كافيا.
الجريمة السياسية الدرج الأول لكل إرهاب، وتحديد الجرائم السياسية خطوة مهمة جدا، ولعل مركز اعتدال يتبنى فكرة «نظام الجرائم السياسية» ويرصد حالاته ويقترح عقوباته، حتى يتم القضاء على كل سقيا الإرهاب ولو كانت السقيا بالتقطير، فالمجرم السياسي سقي عداوة.
التقوقع المذهبي والحزبي الذي يغذي التعصب من الجرائم السياسية، وتنبع من التطرف، والتي لا بد من مواجهتها بتقنين يحمي الناس، فعماد الإرهاب التطرف والتشدد والجريمة السياسية.