علي عبدالله المفضي
لبعض الأبيات سحر وعذوبة تجعل السامع في حالة من الذهول والإعجاب والدهشة إما لقوة في سبكه وصياغته أو بلاغته أو حكمته أو دقة وصفه، وقد يكون البيت شارداً قاله شاعره في حالة شعر جميلة عابرة، وقد يكون قد اجتزئ من قصيدة كاملة لم تكن بمستواه من الأثر والجاذبية وقد تندثر القصيدة بأكملها ويبقى البيت في الأذهان كأنه علم في رأسه نار.
ومما يؤلم الشاعر والمتذوِّق المنصف أن تردد أبيات أو تدوّن وتتداول بين الناس أبيات وأحياناً قصائد كاملة دون أي إلماح لصاحبها، خاصة ما يصل من آلاف الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أظن أننا ونحن من يبحث عن الإنصاف نقبل بجحد حق بسيط من حقوق أولئك الكرام الذين منحونا أصدق مشاعرهم لنستمتع بها ونتمثّل بالحكيم منها في شتى شؤون حياتنا، ونذكر أن هذا البيت أو ذاك أو تلك القصيدة لفلان.
ولا أظن أن أذوقاً بهذا الرقي من اختيار العذب من الشعر تبخل بالتقصي عن صاحبه وذكر اسمه كتكريم لفكره الذي أنتج مثل ذلك الإبداع والإمتاع والإدهاش فنحن بفضل الله أهل الكرم والشهامة والمروءة والإنصاف والعدل.
وقفة:
لـ(فراج الكرشمي):
الشعر معنى ورمز وميز وإحساس
الشعر قيفان واوزان عديدة
لو حطوا الناس فيه ألوان وأجناس
أنا مع الشعر ماضيه وجديده
ياما أكثر اللي يقولونه من الناس
لكن هيهات وين اللي يجيده
هذا وأنا فالبحر ما زلت عساس
أخشاه واخشى قوافيه العنيدة
ايو الله أخشاه واخشى منه الإفلاس
ما نيب أخوه الصغير ولا حفيده