سعد الدوسري
في شهر نوفمبر 2006، عرضتْ «جامعة اليمامة»، مسرحيةً بعنوان «وسطي بلا وسطية»، من تأليف الدكتور أحمد العيسى، عميد الكلية آنذاك، قبل أن تتحول لجامعة. ولقد شهدت المسرحية هجوماً، بالأيدي والهراوات، على الممثلين، من قبل مجموعة من المتطرفين الشباب الذين جاءوا خصيصاً لهذا الهدف.
اليوم، وبعد 11 سنة، على هذا الحدث المفصلي في تاريخ المسرح السعودي، عرض فريق «تلفاز 11»، بقيادة الصديق المبدع علي الكلثمي، أول عرض سينمائي جماهيري في نفس موقع الهجوم، في جامعة اليمامة. يتصدى الفيلم (الحائز على عدة جوائز، والذي اختارته اللجنة التنظيمية لمهرجان أفلام السعودية، في دورته الرابعة، شهر مارس الماضي، ليكون فيلم الافتتاح) للتطرف، من خلال سرد توثيقي لحادثة الهجوم على ممثلي المسرحية، وسرد مواز متخيل، لقصة أحد حضورها.
العرض السينمائي لفيلم «وسطي»، يوم الاثنين الماضي، في جامعة اليمامة، كان فرصة لاسترجاع أحداث التطرف في العقد المنصرم، وللتفكير في منجزات الحاضر، في مجال الحرب على هذا الفكر المنحرف. ويكفي أن نقول إن ما هاجمه المتطرفون قبل 11 سنة، كان مسرحاً، وأن ما شاهده الجمهور اليوم، رجالاً ونساءً، كانت سينما. وأن كاتب المسرحية الذي هاجموه سابقاً، هو وزير التعليم حالياً. من هنا، يجب أن نرى الفارق الحضاري. ومن هنا أيضاً، يجب أن نرى المستقبل.
علينا ألا نفقد الأمل في جهود مؤسساتنا الثقافية والإعلامية، في فضحها للمشروع الترهيبي التصفوي، المعتمد على العنف وعلى نسف كل وسائل الحوار.