قَطَرٌ إِخْوَانِيَّة فِي هَوَاهَا
قَادَهَا القَرْضَاوِيُّ يُخْفِي اتِّجِاهَا
فِكْرُ إخْوَانِ مِصْرَ قَدْ جَاءَ فِيه
هَارِباً فَاسْتَظَلَّ دَوحَ رُبَاهَا
لَقِيَ الدَّوحَةَ الَّتي أَمَّنَتْه
فَالْتَقَتْ فِيْه دَورَهَا ومُنَاهَا
فَأَتَاحَتْ لِفِكْرِه بَيْنَ شَعْبٍ
ظَلَّلَتْه عَلَى الخُنُوعٍ سَمَاهَا
شَعْبُهَا ضَلَّ بِالمَسِيْرَةِ نَهْجاً
فَمَع الإِخْوَانِيِّ فِيْه تَمَاهَى
فَإِذَا الإِخْوَانُ قَدْ أَخْوَنُوْهَا
مِثْلَمَا خَطَّطُوا فَمَدَّتْ خُطَاهَا
دَعَمَتْهُمْ بِالمَالِ فِي كُلِّ شَأْنٍ
أَغْدَقَتْه فَأَنْعَمَتْ فِي عَطَاهَا
فَثَرَاهَا بالنَفْطِ وَالغَازِ رَوَّى
فَقْرَهَا بَلْ وَزَادَ فِيْهَا غِنَاهَا
فَإِذَا الإخْوَانُ فِيْهَا تَبَاهَوْا
وَإِذَا شَيْخُهَا بِهمْ يَتَبَاهَى
فَتَمِيْمٌ لَهُمْ أَتَمَّ مَسَاراً
لافِتاً في مَدَى الخَلِيْجِ انْتِبَاهَا
يَرْتَقِي بَيْنَ سَاسَةِ العُرْب فِيْه
فَيُرَى قَامَةً يُشِعُّ سَنَاهَا
يُقْنِعُ الغَرْبَ بَعْدُ والشَّرْقَ فِيْهَا
فَيَرَاهَا مَنْ لَيْسَ قَبْلُ يَرَاهَا
قَطَرٌ خَلْفَ شَيْخِهَا فِي شُعُورٍ
جَرْجَرَ الشَّعْبَ خُطَّةً وَاتِّجَاهَا
جَنَّدَتْ فِي إِعْلامِهَا كُلَّ بُوقٍ
عَرَبِيٍّ وَأَجْنَبِيٍّ عَسَاهَا
تَنْشُرُ الزَّيْفَ وَالتَّطَرُّفَ فِكْراً
خُطُوَاتٍ تُثِيْرُ فِيْها اشْتِبَاهَا
فَقَنَاةُ الجَزِيْرَةِ انْجَابَ عَنْهَا
كُلُّ فِكْرٍ قَدْ لَوَّثَتْه سَفَاهَا
هِي بُوقٌ صَدَاه صَوتُ المَلَالِي
وَسِيَاسَاتِهِمْ تَكُونُ رُؤَاهَا
وَبِإِسْرَائِيْلَ العلَاقَاتُ تَصْفُو
شَيْخُهَا قَالَ قَولَةً مَا نَفَاهَا
قَطَرٌ يَا تَمِيْمُ أَصْغرُ شَأْناً
فَاتَّئِدْ لا تَزَدْ تَمِيْمُ أَذَاهَا
فَالسُّعُودِيَّةُ ارْتَقَتْ لِلْمَعَالِي
حَزْمُ سَلْمَانَ قَادَهَا وَرَعَاهَا
وَتَسَامَتْ بِخِبْرَةٍ غَلَّفَتْهَا
حِكْمَةٌ أَدْرَكَ الجَمِيْعُ مَدَاهَا
فَإِذَا المُسْلِمُونَ وَالغَرْبُ كُلٌّ
قَدْ ترَوَّى مِنْ فَيْضِهَا فَرَوَاهَا
حِكْمَةٌ لَمْ تَكْنْ هَوىً وَاخْتِرَاقاً
قِمَمٌ فِي الرِّيَاضِ كَانَتْ صَدَاهَا
يَا تَمِيْمٌ بَدَا اخْتِرَاقُكَ فِكراً
وَشُعُوراً وَمَنْطِقاً وَاتِّجَاهَا
سُفَرَاءٌ سَحَبْتَهُمْ دُونَ وَعْيٍ
فَلْتُعالِجْ حَمَاقَةً لا سِوَاهَا
فَإِذَا لَمْ تَجِدْ دَوَاءً تَراجَعْ
رَبَّمَا يُدْرِكُ الرُّجُوعُ شِفَاهَا
فَالرِّيَاضُ الَّتِي عَفَت عنْكَ يَوماً
سَوفَ تعْفُو إِذَا الخَلِيْجُ دَعَاهَا
- د. عبدالرحمن بن عبدالله الواصل