د. ناهد باشطح
فاصلة:
((العصفور الذي يوسخ عشه عصفور حقير))
-حكمة عالمية-
على الصحافي في أي مكان من هذا العالم أن يضع وطنه أولاً في حساباته تجاه تحقيق المهنية إِذ لا يمكن لأي من أخلاقيات مهنة أن تستثني الوطن من حساباتها. والإعلامي هو قبل كل شيء مواطن مسؤول عن كرامة وطنه والمرحلة الحالية تقتضي أن نكون أكثر وعيًا في التعامل مع الأحداث وأكثر حرصًا على توظيف الإعلام لأمن وطننا وسلامة وحدته.
الطبيب والمهندس والتاجر والمعلم وكل ممتهن يضع نصب عينيه خدمة الوطن، وفي ممارسة الإعلام، الأمر لا يختلف كثيرًا لكنه أسهل في الكشف عنه إِذ لا يستطيع الإعلامي إخفاء عدم مهنيته حين يكون التعبير عن حق الوطن، ولا يمكن له خداع الجمهور طويلاً.
لا يوجد أمام الإعلامي منطقة وسطى إما أن يكون وطنيًا أو لا يكون، إما أن يعبر عن مجتمعه ويعمل لصالحه وإما أن يترك رسالة الإعلام لمن يستطيع أن يحملها.
تلك الرسالة التنويرية والتثقيفية التي تنمي وعي الإنسان بمجريات الأمور في عصره وتحافظ على فكره من التشتت، إذ إن من أخطر الأدوار التي يقوم بها الإعلامي هو التضليل الذي يمارسه في تحريف المعلومات أو حتى إخفائها.
ومن المؤسف أن يغرد الإعلاميون في حساباتهم في موقع تويتر دون اهتمام بأن تغريداتهم كإعلاميين تعد شهادات على الأحداث حتى إن جريدة عربية وضعت التغريدات في قسم خاص بها وحين اطلعت عليها تأسفت أن نكون كإعلاميين سعوديين مختلفين في قضية واضحة مثل أمن الوطن، كنت استعرض التغريدات وأجد توجهًا مختلفًا بين الإعلاميين السعوديين أرجعه إلى قلة إدراكهم لدورهم كإعلاميين يتحدثون من خلال منصات إعلامية يقرأها العالم أجمع.
من المعيب أن يتشدق البعض بالمهنية في تعبيره عن رأي لا يمثل سلامة وطنه وأمنه إِذ لا يمكن لأخلاقيات المهنة أن تنفصل عن مبادئ تعزيز وحدة الأوطان وتنمية المجتمعات.
وعلى الرغم من أن الصمت يبدو سلبيًا في مثل أحداث مهمة في مجتمعنا إلا أن على بعض الإعلاميين أن يلتزموه حتى لا يسهم تهورهم أو قلة خبرتهم في صورة سلبية عن الإعلام المحلي.