سلطان بن محمد المالك
حال وصولي لصالة السفر في مطار جنيف وتوجهي لكاونتر إنهاء إجراءات السفر للخطوط السعودية، لمحت رجلاً عربباً في الستينات يدقق النظر بي ويبتسم فبادلته الابتسامة، غيّر موقعه وحضر وسلّم علي وقال لي بلهجة دولة عربية شقيقة: (وجهك ليس غريباً علي وأننا سبق التقينا)، قلت له قد يكون ذلك جائزاً ولكني لا أتذكر، قال لي أنت مغادر للرياض؟ فقلت نعم، سألته هل أنت مغادر كذلك؟ قال لا ولكن معي ظرف صغير أريد أن يصل للرياض! فقلت وماذا يحتوي الظرف ففتحه وإذا به سوارة الماس تبدو جميلة ومرتفعة الثمن، وعلى الظرف مكتوب اسم امرأة سعودية من إحدى العوائل المعروفه والثرية، فقلت له، أنا لا أستطيع أن أحمل شيئاً ثميناً لا يخصني وأمر فيه من خلال نقاط التفتيش ولا أستطيع تحمّل المسؤولية، وقلت له مستعد تسلّمه منك قبل الصعود للطائرة وبتعريفه لأحد مضيفي الطائرة، أما تسلّمه منك من هذا المكان فإنني اعتذر، قال لي أنا تاجر مجوهرات في جنيف ولدي محل هنا وعملت في الرياض 30 عاماً ولدينا فرع هناك، أحسنت النية فيه، واعتذرت منه بلباقة، ولمحته بعدي يتجه للبحث عن آخرين قد يوافقون على طلبه.
الذي دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو أن كثيراً منا تغلب عليه العاطفة في مثل هذه المواقف ونقبل أن نساعد الآخرين دون إدراك لصعوبة وجسامة ما نقوم به، ففي ذلك مخالفة صريحة لأنظمة المطار والجمارك والخطوط الناقلة من خلال نقل أغراض لا علاقة لنا بها لأشخاص آخرين.
توخي الحيطة والحذر في مثل هذه المواقف مهم جداً ولا يقبل المجاملة إطلاقاً.