د. عبد الله المعيلي
من مساء الأحد 25 1438هـ، الموافق 21 مايو 2007م، فتحت في الرياض عاصمة السلم والسلام، والأمن والأمان.. فُتحت سجلات تاريخ، سوف تُكتب صفحاته من ذهب. إنه تاريخ ولادة توافق إسلامي أمريكي، وتعهد بمواجهة التطرف والإرهاب، بعد أن اتضحت الحقائق، وتبيَّن بجلاء من هم صنَّاع التطرف والإرهاب، ومن هم الذين استطاعوا بكل أسف إيهام المجتمع الدولي بأن الإسلام السني هو أصل التطرف والإرهاب.
التطرف والإرهاب صناعة المخابرات الإيرانية والسورية التي استغلت أساليب علمية في علم الأحياء الاستنساخ (كونولولاج) لتكوين مجموعة من المجرمين المتطرفين الذين كانوا في سجون المالكي والأسد، وجعلوهم يتبنون مفاهيم إسلامية أصيلة، هم لا يعرفونها، ولا يؤمنون بها أصلاً.
وبعد أن تأكدوا من استيعابهم الدور المطلوب منهم أطلقوهم مثل الكلاب المسعورة يمارسون الغاية المنشودة منهم، وأطلقوهم يدمرون ويقتلون ويفجرون المساجد ومقار الأمن وكل ما يستطيعون التمكن من الوصول إليه.
كثيرة هي الدول التي سيطر على قادتها هذا الوهم، هذه الخديعة الإيرانية، وصدقت هذه الكذبة التي أوقدتها حملة إعلانية عبر القنوات الفضائية الإيرانية ومن يدور في فلكها، وكانت أمريكا أكثر دول العالم في عهدها السابق تصديقًا لهذه الكذبة، ولاسيما بعدما ربطت بينها وبين تمرير مصالحها، خاصة فيما يسمى الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران، على اعتبار أن هذه الاتفاقية يعدها الأمريكان إنجازًا عالميًّا كبيرًا.
انتهت هذه الأوهام بعد تولي الرئيس الأمريكي ترامب؛ فقلب الطاولة على الإيرانيين، ورأت إيران نفسها أمام أوضاع عالمية جديدة، تبددت فيها أحلامها وآمالها، وطأطأت رأسها خائفة ذليلة، تخشى التالي.
وفي مؤتمر القمة الإسلامي الأمريكي استطاع الملك سلمان - وفَّقه الله ورعاه وسدَّد خطاه - أن يبيّن بكل وضوح أن دول العالم الإسلامي، والعربي تحديدًا، كانت إلى عهد قريب آمنة مطمئنة، يسودها السلام، وتنعم بالأمن والاستقرار، متوافقة مع شعوبها، لا تطرف ولا إرهاب، حتى خرج الشيطان الأكبر الخميني، وسخّر كل إمكاناته المادية والبشرية في نشر عصابات إجرامية، تمارس التطرف والإرهاب في الدول الإسلامية والعربية؛ فأضحت هذه الدول تمسي على عمليات إرهابية، وتصبح على مثلها؛ فاشتعلت نار الفتنة والقتل والتدمير مستهدفة المرافق الحيوية في هذه الدول، وتكونت خلايا إرهابية خفية، وبأسماء متعددة؛ فاتجهت جهود الدول إلى مقاومة هذه الجماعات وتتبُّع أوكارها، وسخَّرت الأموال والجهود لتتبُّع هؤلاء، وتجفيف منابعهم، ولكنهم خلايا عنقودية، لا صلة بينهم ولا تواصل.
لقد توحدت الإرادة الدولية على محاربة التطرف والإرهاب؛ فقد تبيّن لهم من هو العدو الأول، إنه إيران، ومن هنا شعرت إيران بأن أيام تسلطها ونشر التطرف والإرهاب إلى زوال، وأنها دولة منبوذة لدى كل دول العالم، وأن الأيدي النجسة التي كانت تدعمها وتغذيها بالمال لن تستطيع أن تستمر في عدوانها؛ لأن مصادر التأييد بدأت تنكمش، وبدأت تتخلى عن دعمها المالي.
في لبنان بدأ حزب اللآت يراجع حساباته في دعم نظام الأسد، الأسد نفسه قلَّت عملياته الإرهابية؛ لأنه يعلم ما سوف يترتب على ذلك إن استمر.
في العراق أعلن العبادي بوضوح أن الحشد الشعبي هو من يقتل السنة ويدمر ممتلكاتهم، وتعرَّض إلى هجوم منه معلن غير مسبوق.
آن الأوان كي تغيب شمس التطرف والإرهاب، والفضل بعد الله للقائد الملهم سلمان بن عبد العزيز، زاده الله توفيقًا وسداد رأي.